23 ديسمبر، 2024 4:57 ص

القوى الدولية تتوزع بين حاكم ومحكوم , فهناك دول قليلة تحكم ودول كثيرة محكومة بها , ودول الأمة على قائمة الدول المحكومة بغيرها , فمنذ تأسيسها وهي منقوصة السيادة , وحكوماتها منصبة من قبل الدول التي تحكمها وتقبض على مصيرها.
وحكم القوى للدول المحكومة بها , يتجدد بأساليبه وآلياته التي تتطور وتتعقد وفقا للواقع الزماني.
فالدول النفطية مقبوض على ثرواتها وممسوكة من عنقها , وأي محاولة للتحرر من القوة الحاكمة لها , تتسبب بتداعيات قاسية , وتقضي على حكوماتها التي عليها أن تدين بمبدأ السمع والطاعة.
فالدول الحاكمة تأمر الدول المحكومة , والكثيرون يغفلون العلة الجوهرية , ويتحدثون عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في الدول المرهونة بغيرها , ويتجاهلون أن كل ما يدور فيها عليه أن يخدم الدول الحاكمة لها.
ولهذا تجد المظاهرات والمطالبات بالحقوق لا تصل لنتيجة , لأن الحكومات المحكومة تنفذ الأوامر , وتحقق الأهداف المطلوبة ولا يعنيها الشعب وحاجاته.
المهم أن تؤمّن المصالح وتُسرَق الثروات والشعوب تتلهى ببعضها , وتتناسى حقوقها ويتواصل العمل النشيط على تخميدها وتلويعها , وإيهامها بأن إستلطاف الحرمان طريقها للفوز بالنعيم المنتظر بعد موتها وسحقها بسنابك الطامعين بها.
ويبدو أن الشعوب تتناسى بأنها تعيش في دول بلا سيادة ولا حكومات وطنية , فالحكومة الرهينة لا تستطيع القيام بواجبات وطنية , فهي مُسخرة لتمرير إرادة الآخرين , وأي مخالفة تعني الإطاحة بها.
وهكذا تجدون حكومات فاسدة , يبقى أعضاؤها في حرز وأمان ومقام وهم سراق كبار , يملأون بنوك أسيادهم ولا يشعرون بمعاناة المواطنين , ويحرمونهم من كل شيئ ويستعبدوهم بالتضليل المؤدين , ويتاجرون بالدين , وهم من أصحاب السلوك المشين.