23 ديسمبر، 2024 5:09 ص

الحافي …مليونيرا ؟!

الحافي …مليونيرا ؟!

سياسي كان معارضا لنظام صدام .وحين احس بالخطر هرب الى احدى بلدان الجوار ،وقد تبعته زوجته واطفاله بعد سنوات .. هناك عاش على الكفاف،جاع حتى هزل جسده وحال اهل بيته مثل حاله .
كان يبذل جهدا كي يشتري نصف ربع كيلوا لحم (125غرام ) عصركل يوم خميس واحيانا بين خميس واخر .وكان يحتفل وزوجته بهذه المناسبة كاحتفال الصائمين بعيد الفطر .وكان يقول لزوجته انه يتمنى، لو بيده الامر ، ان يقطع مرورالناس بباب بيته في تلك الساعات السعيدة حتى لا يشموا رائحة اللحم الذي طبخته زوجته ويشاركونه متعة اشتهائه! كان يكره ان يشاركه احد بهذه المتعة! ونقل عن زوجته انه لا ينام ليلة الجمعةاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية الكبرى ،كما يصفها.
بعد الاحتلال الامريكي عاد الى العراق بعد ان استدان اجرة السيارة التي عادت به وعائلته الى العراق من احد معارفه هناك .وبمرور الايام تغيرت احوال، وارتقى المناصب وبدأت الاموال تهطل على راسه، ووجد من بين الفاسدين من يسرق له المال العام ويعطيه منه نسبة كبيرة. وصار ثريا ثم مليونيرا ،وبسنوات قليلة صار مليادير ا ،وتضخمت ثروته هنا ولم تعد البنوك العراقية تستوعبها فرحلها الى عواصم اخرى في شرق الارض وغربها.وصار تسلسله بين ملياديرات العالم يقفز سريعا الى الاعلى كل عام ..وتبدلت الحال من مؤمن جائع الى حرامي شبعان .وتنكر لكل من كان يعطف عليه ويعينه على محنته في سنوات فقره .وحتى زوجته تنكر لها واستبدلها باخرى تحمل شهادة عليا لان الاولى لا تستطيع ان تتفاهم مع نساء مجتمعه الجديد !
وحتى يمسك بالحكم بيده ،جاء بالعشرات من ابناء عمومته الى مراكز القرار في السلطة ،وخولهم بنهب ثروات العراقيين من دون خوف او وجل.فعاثوا في الارض فسادا ونهبا.
مثل هذا الحرامي كثير ممن يحكمون العراق اليوم. وانا هنا لا اقصد شخصا محددا ،فكل واحد من السياسيين الحاكمين حرامي وخنزير ..وعيش وشوف !