23 ديسمبر، 2024 12:54 ص

الجوهر المَغفول والواقع المَعلول!!

الجوهر المَغفول والواقع المَعلول!!

إقتربت دولة قوية من مشكلة الهجرة إليها من بلدان أخرى وبتدفق كبير , على أنها مسالة إنسانية تستدعي دراسة أوضاع الناس في الدول التي يهاجر منها الناس , وعلى الدولة القوية التي يهاجر إليها أبناء تلك الدول أن تتعاطف مع دولهم , وتقدم المساعدات الكفيلة بتطوير الواقع الإقتصادي والأمني والمعاشي للناس , لكي تتوفر لهم أسباب الراحة والحياة الحرة الكريمة.
وهذا الإقتراب يطرح سؤالا على الدول الغربية كافة التي (تتشكى) من الهجرة إليها , خلاصته , لماذا لا تتفاعل مع دولهم وتساعدها على توفير أسباب العيش المعاصر الكفيل ببقائهم فيها , فلو كان واقعهم المعيشي مستقرا وآمنا , ما غادروا أوطانهم إلى بلاد غريبة من أجل لقمة عيش وحرية وكرامة.
فهذه الدول التي تتوجه إليها الهجرات تتحمل مسؤولية في المشكلة , فأما هي تريد أن يهاجر إليها البشر , وتتظاهر بغير ذك , أو أنها تحرر نفسها من المسؤولية وتلقي بها على حكومات تلك الدول , التي تخدم مصالحها بما تفعله بشعوبها.
إن الهجرات ستتفاقم مع الأيام إن لم تستيقظ الدول القوية الثرية وتساهم بإسعاد الشعوب الأخرى , ومعاونة الحكومات أو إجبارها على تقديم الخدمات المتوافقة مع حقوق الإنسان لهم , وتساهم في تعديلات دستورية وسن قوانين تراعي مصالح المواطنين وترعاهم.
ففي الزمن الكوكبي المعاصر تداخلت الشعوب وتفاعلت المجتمعات وإتضحت الصور الفاعلة في الحياة , وما أصبح من الممكن التكتم على أحوال دون أحوال , بل إستيقظت الملايين من ربقة الحرمان والعدوان على حقوقهم الإنسانية المشروعة.
وبات من اللازم التأكيد على العدالة والمساواة والحقوق والواجيات , والتفاعل الإنساني المستقيم الذي يستدعي الإنطلاق نحو ميادين التوصل إلى مستويات ذات قيمة حياتية معاصرة.
فهل ستستوعب الدول القوية الدرس , أم أنها تشارك بمجريات الأمور , لأنها تخدمها وتوفر لها طاقات بشرية مجانية معدة للعمل والإنتاج؟
إن الواقع المقبول يستوجب التفاعل الإيجابي ما بين المجتمعات , والوصول إلى مقاييس حياة ومعيشة ذات قيمة حضارية نافعة للبشر.
فهل للبشرية أن ترتقي إلى إنسانيتها؟