قال: “أن الشعب جاهل وإلا كيف يقبل بما يحصل“!!
“حيل بيه تعلم على الخمط” , ” كلهم يتفرجون” , “أكثرهم يردد نعم وصار” , ” إشتترجه من هيجي شعب”!!
وعلى منوالها الكثير من العبارات الشائعة بين الناس , وما أن تجالس أبناء البلد حتى تجدهم على تلة بعيدة , ينظّرون ويحكمون ويدّعون ما لا يعرفون , وكأنهم ليسوا من أبناء الشعب.
ويتناسون الذي تكويه النار غير الذي يتخطى على سواحل المياه الباردة.
فهل حقا العلة في الشعب؟
“الشعوب على دين ملوكها” , قول يتردد عبر الأجيال , فيه معنى عملي , خصوصا في مجتمعاتنا المرهونة بحكامها على مدى قرون , وفقهاؤها يحثونها على السمع والطاعة , وأن الخروج على إرادة السلطان كفر وإلحاد وعدوان على الدين.
ولو نظرنا إلى مجتمعات الدنيا الأخرى , لتبين بوضوح أنها من صنع قادتها وأنظمة حكمها الوطنية الرشيدة , فالشعب الصيني لم يصنع نفسه وإنما قيادته أوجدته , والشعب الهندي , وشعوب الكوريتين , وشعب سنغافورا , وماليزيا وأندونيسيا , والعديد من الشعوب الأخرى.
إن القيادات الواعية الوطنية الغيورة تخلق شعوبها , أما القول بأن الشعب يصنع نفسه والعيب فيه , فهو العدوان السافر عليه.
حتى في المجتمعات الديمقراطية العريقة , الشعوب تنتخب , لكن القيادات هي التي تقرر مصيرها , فلا يوجد شعب يقرر مصيره بنفسه , هذه تقليعات خيالية لا تتوافق مع الوقائع والأحداث الحاصلة فوق التراب.
فعلينا أن نركز على القيادات والحكومات , فعندما يكون الجهلاء والمعادون لمصالح الوطن في كراسي السلطة , ماذا يُرتجى من الشعب؟
ولنواجه أنفسنا ونقولها بقوة , أن المتسلطين على أبناء الأمة في معظم دولها منصَّبون من قبل الطامعين بثرواتها , ولا يوجد متسلط في دولنا غير مسنود من قبل أسياده , فهم الحاكمون الفعليون وما هو إلا واجهة.
تلك حقائق دامغة مضت على وقع مآسيها أجيال وأجيال , وفي الزمن المعاصرة جاءتنا الديمقراطية المعفرة بالمتاجرين بالدين , لتحقق أطماع الآخرين بجهود أبناء البلد المُستهدف.
فكيف تقولون الشعب هو السبب والجالسون على الكراسي يخدمون أعداء الشعب؟!!