22 ديسمبر، 2024 11:43 م

الفضائح الجنسية في الكراسي القوية تزكم الأنوف وتطغى على نشرات الأخبار , وتثير تساؤلات عن السلوك البشري وما تمليه الكراسي وتعطيه.
فالعلاقة ما بين الكراسي والجنس ليست جديدة , فالكرسي يرمز للقوة ومطلق الصلاحيات , ومنذ الأزل والذين يتسلطون تنطلق شراهتهم الجنسية وتنفلت لدرجات عجيبة , والتأريخ يزدحم بهذه السلوكيات المنفلتة المتمادية في جشعها الجنسي وسلوكها الغريب.
ومنذ ما قبل التأريخ وفي جميع الحضارات القديمة , يتحول الملك أو السلطان إلى حيوان متأسد شرس جنسيا يستحوذ على عشرات ومئات , بل وآلاف الأناث مثلما يفعل أي ذكر في الغاب الحيواني , ولا فرق بين سلوكهم وسلوك الكبش أو الديك أو القرد والأسد وأي فحل آخر.
والقصص معروفة عن أعداد الأناث اللاتي يواقعهن هذا الملك أو السلطان , وهي ظاهرة مستشرية في الإمبراطوريات السالفة , وتشترك فيها جميع المجتمعات وبلا إستثناء , ولا يمنعها من ذلك دين أو معتقد لأنها تروّضه وتطوّعه لتحقيق تلك الغاية الشهية المنفلتة تماما.
والسلوك موجود في الصين واليابان والهند وعند الحضارات القديمة بأنواعها , فالجلوس على كرسي السلطة والحكم يكون مقرونا بالإستئثار الجنسي والإستحواذ المالي.
وفي الواقع المعاصر تجد العديد من الجالسين على الكراسي يعبّرون عن هذه العلاقة بطريقة أو بأخرى , ومهما تظاهروا وتورّعوا وتوهموا بالنزاهة والرفعة والعفة فأنهم يكذبون , ولا يمكن تبرأتهم من سلوك منفلت يتصل بهذين الإتجاهين , لكن السلوك الجنسي هو الطاغي دوما , ذلك أن الكرسي يعني في حقيقته الإمساك بثروة ما وقوة ما.
والقرن العشرون يحتشد بفضائح جنسية لقادة دول وأباطرة وسياسيين بارزين , ولا جديد في الأمر عندما تمتلئ وسائل الإعلام بالأحاديث عن فضائح جنسية لساسة وقادة متمرسين ومشاهير متنوعين.
إنها النفس البشرية التي لا يمكن ردعها وتهذيبها , وهي التي تتحين الفرص للإطلال برغباتها ونوازعها ومطموراتها , فتتأسد وتتوحش وتفترس بعد أن إمتطت عقل صاحبها وحوّلته إلى أداة لتمرير إرادتها الدونية دوما.
فلماذا تتعجبون من الكراسي الفاسدة التي تتمتع بعهر عنيد , وتجعل الدين دريئة كالحديد؟!!