الجدل: النقاش والمحاجَّة
العقيم: لا خير فيه ولا ثمر منه
ديدننا الجدل العقيم , ويتضح في كتاباتنا وخطاباتنا وأحاديثنا , التي تنتهي بالخصومة والعداء وتنمية التباغض والشناء.
وموضوعاتنا التي نتجادل فيها لا يمكن إثباتها عمليا , فهي مبهمة , غيبية ومن الغوابر الماضيات التي لا علم لنا بها , لكننا نتصورها ونحسب المعرفة بها.
وعواطفنا وإنفعالاتنا تسبقنا وتستعبد عقولنا فتحدد رؤيتنا نحوها , فنخوض في محتدم تصارعي متأجج يفضي بنا إلى التعادي والخسران.
فلماذا نتجادل؟
وهل ينفعنا الجدال؟
يبدو أن عدم القدرة على العمل المنتج , وهيمنة الفراغ على وجودنا يدفعنا للتلهي في موضوعات عقيمة , لكي نزجي الوقت ونتوهم بأننا نفعل شيئا ما , وفي هذا خطورة سلوكية تساهم بتدمير ذاتنا وموضوعنا.
فالجدال يكون ضارا ومؤذيا لحياتنا الإجتماعية وصحتنا النفسية , لأنه لا ينتهي إلى توافق وتفاعل منسجم , وإنما يأخذنا إلى متاهات سلبية.
ومن الأصوب أن نتوجه للعمل الجاد , والتفاعل البنّاء لصناعة الحاضر والمستقبل , ونهتم بمفردات تقدمنا وتطورنا وتواكبنا مع العصر الذي نعيشه.
إن فقدان العمل المنتج من أهم أسباب إنتشار الجدل العقيم في مجتمعاتنا , كما أن المستفيدين منه يستثمرونه لتمرير نواياهم , وجني أرباحهم العدوانية من الخصومات والفرقة التي يتسبب بها الجدال العقيم.
فهل لنا أن نفكر بالعمل والإنتاح المادي , بدلا من التوهم بأن الجدل العقيم عملنا؟!!
و”إن الله تعالى يحب المؤمن المحترف”!!
د-صادق السامرائي