18 ديسمبر، 2024 11:51 م

الجحفيل: نبات يتطفل على النباتات الأخرى
الجحفيلية: التطفلية
التطفل ظاهرة سلوكية تعتمد فيها حياة كائن يسمى الطفيلي بحياة كائن أخر يدعى المضيف , في مرحلة قصيرة أو طويلة من حياته.
وربما لا يوجد مخلوق لا يتطفل عليه كائن ما , وفي البشر ما لا يحصى من الطفيليات , فجميع الخلايا تستضيف طفيليات من نوع ما , حتى أدمغتنا تتوطنها طفيليات , وهي تساعدنا على الحياة وتقضي علينا إن تهيأت لها الظروف.
والجحفيليون كثيرون في المجتمعات , فهم يحومون حول الكراسي , ويعتاشون عليها ويتطفلون على وجودها , وحينما تنهار يتشتتون أو يموتون معها , فالكرسي يجتذب المتطفلين لرعرعتهم وربط مصيرهم به , فيتحولون إلى قوة فاعلة ومؤثرة في الحفاظ على سلامة معيلهم الذي يمدهم بما يوفر لهم العيش الرغيد.
وفي الواقع هناك العديد من الناس المتطفلة , التي تعتاش على جهود غيرها وتحسب ذلك من حقها , ولا تأبه أن تتواصل بإمتصاص رحيق وجودها حتى تموت , ومن أمثالهم المتاجرون بالدين , فهم يتطفلون على جهود المساكين من الناس , ويسرقون أموالهم وجهودهم بذرائع تضليلية , توهمهم بأن من الدين أن يعطوهم مما يكسبون , وهم في فقر مدقع والذين يعطوهم من أموالهم في نعيم وتخمة ورفاهية , وذلك بإسم الدين.
وبسبب هذه التطفلية المقدسة , يتحقق تشجيع التجهيل والأمية , ليتواصل الناس في تبعيتهم وخنوعهم وإستلطافهم المتاجرة بمصائرهم.
ولهذا كلما تكاثر المتاجرون بدين في المجتمع تنامى الجهل والأمية والفساد , وتدهورت أحوال الناس , وأصاب البلاد الخراب والدمار والعباد سوء المآل.
ولابد من الإنتباه لهذه العلاقة الباثولوجية القائمة في المجتمعات , وتحويلها إلى علاقة تكافلية تراحمية ذات قيمة إنسانية.
فهل من قدرة على العمل الإنساني الرحيم؟!!