الثورات السلمية من الصعب أن تنجز أهدافها دون قيادة مولودة من رحمها , فالحراك الجماهيري الذي إنطلق في الهند سنة 1930 كان ومنذ بدايته بقيادة غاندي , الذي تصدّره ونظمه ونظّر له , وألهم الجماهير في مسيراتها السلمية المتنامية , حتى نالت الهند إستقلالها في عام 1947.
والثورات العربية بسلمياتها التي إنطلقت من تونس , أصابها الكثير من التعثر والإنحراف لعدم قدرتها على إنجاب القيادة المستوعبة لنداءاتها والمعبرة عن جماهيرها.
وما يجري في العراق اليوم , يشير إلى أن الثورة الجماهيرية الشعبية التي تتأجج في البلاد , غير قادرة على صناعة قائدها الذي يتكلم بإسمها ويتقدم الصفوف ويلهم الجماهير ويتفاعل معها بإرادة وطنية وثابة.
وفي هذا خطر على الثورة والثورا , لأن الدراسات والقراءات لما حصل في المجتمعات الأخرى , تشير إلى أن عدم ولادة القائد ستعني التشظي والفوضى وركوب الثورة من قبل الآخرين , وغير ذلك من الأضرار والإنحرافات والتصديات وآليات إضعاف زخكها وتبديدهأ.
ومن هنا فأن الثورة المتواصلة أمام منعطف مصيري , فأما أن ينبثق منها قائدها , أو قيادتها , أو أنها ستُقاد وتنحرف وتمضي في طريق مجهول.
فالقول بأن الجيل الجديد قائدنا , فيه شيئ من الصحة والصدق , لكن التعبير العملي عن ذلك يتطلب قائد من الجيل الجديد يحمل راية الثورة ويترجم إرادة الثائرين
وعليه فأن الجماهير الثائرة في الميادين والساحات عليها أن تأتي بقائدها , الذي يتقدم الصفوف ويواجه ويحاور ويلقي الخطب الموضحة لنظرية الثورة وفكرها , وأدبياتها التي عليها أن تنتشر وتسود في البلاد.
الثورة العراقية الأصيلة المتحدية المضحية الصابرة الصامدة , من واجبها اليوم صناعة قائدها الذي يمثلها ويذود عن مطالبها وحقوقها , ومن غير القائد الجماهيري الحامل لهمومها , فأن الثورة ستتآكل وسيتعلم أعدؤها آليات ومهارات مواجهتها وسحقها , فهم يعملون ليل نهار ويستعينون بخبرات شياطين الأرض للنيل من ثورة بلا قيادة.
فأطلقوا قائدكم بوجه أعداء ثورتكم وواجهوهم بحنكة وعزيمة الثوار الأفذاذ.
فهل من قائد مقدام يصول؟!!