العلاقة بين دول الأرض أشرس من علاقات وحوش الغاب ببعضها , فتلك يدفعها جوعها , وهذه تسوقها أطماعها إلى ميادين الفتك , وإذكاء الحروب وتأجيج الصراعات وسفك الدماء.
وفي المجتمع الغابي يكون البشر درجات , فالعديد منهم أرقام والقليل منهم من الأنام.
في البلدان العربية محقت مدن وهدمت بيوت ومجمعات سكنية على رؤوس قاطنيها , وما رف جفن لوسائل الإعلام التي تدافع عن حقوق الإنسان.
ومعظمهم تحدث عن المآسي والويلات المروعة في الموصل وحلب واليمن وليبيا , وكأنها أمور عادية وتحصيل حاصل , وإن أشاروا إليها فبمرور خاطف وتجاهل عاصف , وما يذكرون سوى الأرقام وحسب.
العالم ينسى الضعفاء , وكأن ما يجرى في بلاد الأقوياء لم يحصل في بلاد العرب أوطاني , وما مات تحت الأنقاض آلاف الأبرياء , وتعرضوا لأبشع أنواع القهر والعذاب والتنكيل المروع.
الوحوش تتبختر , وتستعرض قوتها , والظباء والأرانب والخرفان , تحاول الإندحار في مملكة ضعفها وتتوسل مفترسيها , أن يؤجلوا صولاتهم .
القوة عدل وسلطان , وقول الأسود قانون ودستور حكيم.
وما أنصف الأسود وأشرسها , ومن واجبنا أن نكون قرابين لهيبتها وكبريائها العظيم.
الضعفاء كالأغنام المحروسة بقطيع من الذئاب.
فكونوا أسودا في مملكة الغاب المعاصرة يا عرب!!