22 ديسمبر، 2024 5:17 م

التنوير والتخوير!!

التنوير والتخوير!!

القرن العشرون برز فيه عدد من التنويريين العرب وأسهموا في تحريك العقل , ووضع ملامح الثقافة التنويرية الواعدة , عدا العراق فأنه يكاد يخلو من العقول التنويرية , لأنها ربما توضع في تنور لتتحول إلى رماد بعد حين.
فقدعصفت في أروقة أجياله أفكار عقيمة , ترفع راياتها أحزاب وأحزاب جلبت الدمار والخراب.
فهل وجدتم حزبا تنويريا؟
إنها تدّعي الثورية وعبّرت عنها بالدماء والدموع والحروب العبثية.
ولن تجد فيه إسما تنويريا , فما تربت الأجيال على أسماء ذات أنوار معرفية , وإنما الأدبيات الحزبية الطاغية التي تجمد العقل , وتضعه في زوايا ” نفذ ولا تناقس” , وهي ترجمة أخرى لمفهوم ” السمع والطاعة”.
أقرأ مقالة يذكر فيها كاتبها أسماء تنويريين عرب ولا يوجد إسم عراقي بينهم , وهو يقدم حقيقة فاعلة في مجتمعنا الذي تعطلت فيه عقول الأجيال , وإنمحقت إرادتها , وصارت تلبي نداءات السمع والطاعة.
التنوير عندنا نوع من الهذيان والهرطقة , فالمجتمع تطغى عليه إرادة التبعية والخنوع لهذا أو ذاك من الأوثان البشرية , أيا كانت صفته , وما أسهل وأسرع الإنجذاب نحو الضلال والبهتان , ورفع رايات الدين فهي العاصم والبرهان.
فإذا نطقت بكلمات ذات أفكار حضارية معاصرة إمتشقوا بوجهك الدين وحوّلوكَ إلى حمالة الحطب , فيتهمونك بالكفر والزندقة , ومعاداة شرع رب العالمين المفصل على قياسات أهوائهم.
فلكلٍ شرعه ويلقيه على الله , وما أكثر ما يختلقون وينسبونه إلى الله , وهم يحرّفون ويتاجرون بدين.
وما يعانيه المجتمع من أهم أسبابه غياب التنويريين , القادرين على زعزعة أساطين الضلال والبهتان , القابعين في منابر الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف , وهم الأوثان المقدسة التي بواسطتها تحوّل الناس إلى قطيع يرتع ويخنع.
فهل من نور عقل ؟!!