18 ديسمبر، 2024 7:49 م

تناثر: تشتت , تفرّق
التناثر طاقة كامنة فينا , والكثير من الأدلة التأريخية تشير إلى أن البشرية إنطلقت من منطقتنا لتتوطن أصقاع الأرض , وكأن التناثرية متأصلة فينا , ولا تلومن الآخر.
فربما لدينا ميل للتبعثر والتفرق والتناحر , وللهجرة من أوطاننا لأننا حولناها إلى سقر , بجهودنا ونشاطاتنا العدوانية ضد بعضنا.
فنحن نتحدث عن الآخر يفرقنا , والواقع يشير إلى عدم وجود قوة قادرة على التفرقة في أي مجتمع , إن لم يكن المجتمع مؤهل لهذا السلوك وفيه العناصر الأساسية لذلك.
فلا توجد قوة في الأرض لا ترغب بالتمدد والنماء والهيمنة على الآخرين , وجميعها تتحين الفرص للنيل من الآخر أيا كان.
إن إشاعة ثقافة “هو” في مجتمعاتنا تندرج ضمن خطط ماهرة لتجريد الإنسان من المسؤولية , وتحويله إلى موجود خامد خامل سهل الإنقياد والتبعية , ووسطا لأية إرادة تسعى للنيل منه.
لو تأملنا واقعنا لوجدناه يتصف بدرحة عالية من التناثرية الساخنة , والمثل المعاصر ما يجري في اليمن , من قتل للعرب والمسلمين بواسطة العرب والمسلمين , والرابح واضح ومعروف.
وقس على ذلك علاقات العرب بالعرب , والمسلمين بالمسلمين , إنها تجري تحت خيمة التناثرية الفاعلة فينا.
فنحن نتناثر , نتناحر , ولا نعمل على التعاون والإعتصام بالمصالح المشتركة , وهذه علتنا التي ننكرها , ونتجاهلها , ونتهم الآخر ونبرئ أنفسنا , ونغمض عيوننا عن عللنا , وما تتسبب به من التداعيات والدمارات , التي ألقت بنا على ضفاف الأوجاع والأنين.
فهل لنا أن نستفيق ونبني على ما يقربنا , ويجمعنا ويزيدنا قوة وعزة وكرامة وسيادة؟
فتنبهوا واستفيقوا أيها العرب!!
ودمنا بقلوب متآلفة!!