التكريب: كرّب الأرض قلبها , حرثها
كرّبَ: أخذ الكرب من النخل
الكرب: الغم والحزن
عضب الشيئ: قطعه
عضُبَ السيف: صار قاطعا
الأعضب: من لا نصير له أو لا أخ له.
التكريب معروف ومتوارث وشائع في البلدان التي يتكاثر فيها النخيل , فعندما تُكرّب النخلة تبدو أجمل وأنضر .
والمعنى الجوهري للتكريب أن تزيل ما هو عبئ على النخلة , وما لا يفيدها وقد يُستفاد منه.
وهو عمل آلة حادة قاطعة تقص السعف والأعذاق والكرب الذي عليه أن يُزال , وكأنه حلاقة واجبة للنخيل.
ومفهوم التكريب ينطبق على العديد من نشاطاتنا اليومية , فما نكتبه بحاجة إلى تكريب لتحريره مما لا ينفع , ولنحافظ على جوهر العبارة والفكرة المطروحة.
وفي كلامنا الكثير من الإطناب الفارغ , الذي يستدعي التكريب أو التشذيب , وما يخص مشاكلنا , فأنها في أشد الحاجة إلى فعل التكريب لكي نستطيع رؤية حقيقتها ونصل إلى حلول ناجعة ذات نتائج صالحة وسليمة.
فالسائد في سلوكنا أننا ننكر تكريب ما يستوجب التكريب , ونتفاعل معه بآليات تنمية (الكرب) , أي الغم والحزن , فالكرب غايتنا , والجد والإجتهاد في تسويغ تراكمية آلياته , بدلا من التعضيب (القطع) , فعلينا أن نتعلم كيف نقص , أي نقطع ما هو زائد ومتراكم ولا ينفع في حياتنا , لكي تكون خطواتنا أسرع ووزننا أخف ورؤيتنا أوضح.
فبين التكريب والكرب علينا أن نجيد مهارات التعضيب اللازمة لتخفيف أوزان أوجاعنا , وتأمين حاجاتنا , وإزالة الركام المتنامي فوق مشاكلنا , التي صارت عصية على التدبير.
فهل من إرادة إستجلاء وتجلي ورؤية ذات أفق سليم؟!!