23 ديسمبر، 2024 2:16 م

التفكك ونهاية الدولة في عراق التغيير

التفكك ونهاية الدولة في عراق التغيير

تحية للدكتور العبادي الاصيل…؟
التفكك هو الدور الاخير الذي يمر به انقلاب العراقيين، وهويأتي بعد مرحلة التصدع في الجدار الداخلي للشعب داخل الدولة بعد سيطرة الغريزة على عقول حاكميها فساقتهم الى اللامبالاة بالوطن والمواطنين ، وتذليل موارده لرغباتهم دون غيرهم، وقد تجسد ذلك في القوانين المزدوجة والمرتبات الخيالية والمنافع الاجتماعية والتقاعد الخاص والمناصب وكسب المحاسيب، دون حقوق الناس.هنا أنكمشت المسيرة وتباطىء سيرها او توقف الا بحدود مصالح حاكميها فأضطرب نظام الحكم عندهم بعد ان ساقتهم نفوسهم الى الخطأ المميت.فأصبحوا يرون الدولة بعين واحدة دون الله والمواطنين.

وها هو رئيس الوزراء يعفي الناطق باسمه من المسئولية لتقصير متعمد ولو استخدم القانون على كل من يسيء لما حل بنا هذه الازدراء وهذه الفوضى اللا اخلاقية اليوم. .يا رب فرج عن الامة فقد ضاع الوطن والمواطنين ؟

والتفكك هو دور حتمي في تاريخ الدول كلها ،وهو ليس ظاهرة تنشأ من مرض سياسي او اجتماعي بل هو ولادة نشأت منذ البداية حين اعتمدت القيادة السياسية على معايير الخطأ والباطل في المحاصصة وابعاد الكفاءة الوطنية وتصفيتها،واعتمادها على الجهلة والمرتزقة والمزورين للشهادات العلمية والجواسيس من الخائنين ،وهم اليوم غرقى في بحر الكراهية والجريمة ،لاهم يستطيعون الاصلاح ،ولا احد يثق بهم بعد ان ضربوا كل المفاهيم والقيم الأخلاقية عرض الحائط متأملين من امبراطوريات المال التي بنوها في الخارج من اموال

2

العراقيين بالباطل هي البديل عن الحاضرالمنهار. يقول الحق : “… من أسس بنيانه على شفا جرف هارٍفأنهار به..” لكن امبراطورياتهم ستكون وبالا عليهم ان شاء الله.

هذه هي حالة اليأس من الاستمرار والحفاظ على دولتهم المتفككة،ولربما كل الذي يستطيعون عمله اليوم هو أطالة الأجل، وليس بقاء الدولة، وها هم اليوم يهرولون خلف ايران لأنقاذهم بعد ان اختصروا رجولة جيشهم بابي مهدي المهندس وقاسم سليماني ،،وما دروا انهم هم وايران غدا في الجحيم . كما حصل للدولة الرومانية على عهد الامبراطور قسطنطين على وجه التقريب وسقوطها على أيدي القوط الشرقيين وقائدهم الشجاع أدواكر في 476 للميلاد بضربة واحدة ليس لها من فواق…؟.والا لو كانت الوطنية في رأسهم هل من المعقول كل هذا التحالف الباطل المترف بأموال الناس- واعداد النواب الباطلين- لا يستطيع ترشيح موظفين اكفاء في مناصب الدولة حين اعتمدوا المزورين من كل هؤلاء …؟

الدولة اليوم تمر بمرحلة الانحلال الكلي وبنوعيه الافقي والرأسي. والرأسي هو انحلال وحدة الدولة وأنقسامها الى وحدات سياسية مستقلة بعضها عن بعض سموها كيانات أو قل اقاليم يؤيدها مجلس النواب المزيف المنتخب وفق المقسم الانتخابي الباطل.

ولا تغرك الفدرالية الصورية،والمتحاربة فيما بينها،على المكاسب وليس على الوطن،وهذا التحارب هو الذي سيؤدي بها الى النهاية المحتومة أنظر ما بين أقليم الشمال وحكومة المركز من خلافات مستعصية على المصالح الخاصة لا العامة بعد ان طغى الاقليم على المركزوكل الوزراء الاكراد وحتى رئيس الجمهورية يعمل من اجل الاقليم لا دولة العراقيين.. ولم يمانعوا اليوم من الرضوخ مجرد بقائهم في السلطة الخائبة من الركوع على اكتاف رئيس من اجل انقاذ نفسه والمرافقين ،لكن هيهات فعودة الزمن مستحيلة على المتغطرسين .

أما الانحلال الأفقي فهو أنقسام طبقات سكانها بعضها عن بعض وقيام بعضهم على بعض وسيادة البغضاء والكراهية بينهم،,هذا ما نسميه بالانحلال الداخلي ،حين

3

تتشاجر الطبقات او الوحدات السكانية داخل الوطن ويسرع ذلك في أنهيارها.واخيرا يلجأ المسئول لقتل الشعب في المناطق المحتلة من داعش المتخلفة أيغالا في القتل والتخريب،فهو يرافس كالثور المذبوح برفسات الموت قبل الشهيق الاخير,اين رئيس مجلس النواب الجديد ورئبيس الجمهورية الذي ما حلم يوما ان يكون موظفا في دائرة هذا المقام الرفيع؟ فالرئيس يراقب مصالح الاقليم وليس للوطن في راسه له من قرار مكين… وبعد ان عين أبنته مستشارة بالملايين دون القوانين ؟ .

ورغم ان الانكسار الرأسي لا تكن اهميته قوية ومؤثرة في درجة الانهيار والسقوط لكن الانقسام الأفقي بين قطاعات الامة هو الذي يؤسس للانهيار العقيدي كما في نظرية السنُة والشيعة وتدريس دروس الدين بمنهجين سني وشيعي ايغالا في الفرقة والتقسيم التي اوجدها نظام المحاصصة في بداية التغيير وبرضا القيادة الفاشلة. كما خططوا لقتل الوطن وتصفية مقوماته الاساسية بعد تدمير قوته العسكرية الحقيقية ، املا في المكاسب الشخصية لا العامة .

لقد حذرنا منها في اكثر من عشرين مقالة موجهة للمرافقين وللمالكي المتغطرس بالذات، لكننا كنا نضرب في حديد بارد بعد ان ماتت الضمائر وانتهكت الحرمات وافسد المال السائب اخلاق الرجال،حين تحولوا الى دمى يتلاعبون بها دون وخز ضمير،واليوم يلجأون لزيادة تسعير الوحدة الكهربائية على المواطنين دون قوانين،أما هم ففي المنطقة الغبراء يستهلكون الكهرباء بالمجان دون المعايير.

تصرفاتهم تذكرني بالشعب الفرنسي حين طلب لبخبز فظهرت ماري انطوانيت من شرفة القصر وقالت لهم اذهبوا وكلوا البسكت،فثار الشعب وادى بها الى مقصلة باريس.

.لقدحدث هذا الانقسام في العالم المسيحي في العصور الوسطى فأنقسمت الطبقات الى كنيسة شرقية وكنيسة غربيةعلى اسس عقيدية هيأ لها رجال الدين الفسدة، ثم انقسمت الكنيسة الغربية الى كاثوليكية وبروتستانتية. وهذا ما حدث في العراق وبغداد وفي كل العالم الاسلامي الشرقي والغربي حين انقسم المجتمع الى سُنة

4

وشيعة وخوارج وطوائف اخرى من قبل فقهاء السلطة الذين سموا أنفسهم بالعلماء،وهم جمهرة من وعاظ السلاطين ، وقيام الحروب بينها ، وما احدثه صلاح الدين الأيوبي من تدمير الوحدة الوطنية خير دليل على ما نقول حين عمد الى حرق كل التراث العقيدي للفاطميين ومكتباتهم ولم يبقِ لها من أثر.وهكذا تحقق حرق تراث العراقيين بعد 2003 ،وبعلم من رافقوا التغيير،وها تراهم اليوم من سرق وهرب والباقين ينتظرون المصير، فالباطل عمره ما نفع …؟

ان الذين يتصورون انهم باقون واهمون بعد الانقسام الخطير رأسيا وأفقيا الذي اصاب القلب اليوم بعد تشنجات القادة والمناداة ببحور الدماء بين المواطنين.اعتقد نحن اليوم بانتظار الضربة القاضية على ايدي المتحفزين.فهل من قادة جدد من المرابطين والموحدين يمتازون بالأمانة والصدق وصفاء النية وبعد عن الخداع والتضليل من ايقاف هذا الزحف الداعشي الخطير،ليتمهد الطريق لسحق حرامية التغيير…؟؟

انا لا اشك سيكون السيد العبادي هو البديل…؟

ان اخطر ما يواجه الدولة والامة في العراق اليوم هوالانحلال الداخلي الذي اصاب الصفوة او القيادة حين انشقت على نفسها فضاعت القيادة الموحدة واصبحت بلاءً على بعضها البعض وعلى الوطن كله.ففقدان الامن وضعف القيادات الامنية هي التي ستنشأ الحروب المستقبلية وتكون البداية للقضاء على الجمهورية،ساعتها سيتصدع بناءالدولة ويبدأ عصر التفكك والانحلال، وها هو على الأبواب اليوم بعد ان عمدوا على تحصين بغداد كما يدعي ناطقهم (الأمين) ،لابل قل المنطقة الخضراء خوفا من الطوفان ،لكن الطوفان اذا حل بالوطن لن تنفع معه السدود.

في تاريخنا الاسلامي امثلة واضحة حين بدأ الانشقاق بين علي ومعاوية،ونتيجتها مات القانون وتحولت الدولة الى ملك عضوض على عهد الأمويين والعباسيين وضاع القانون وفقدت العدالة تمام بعد استشهاد امير المؤمنين في كوفة العراقيين. ثم حدث الانشقاق في الصفوة في ثورة العباسيين حول السلطة والمال ووراثة

5

العرش منذ عهد الخليفة المهدي العباسي 158-169 للهجرة واستمر الصراع بين الرشيد والبرامكة والامين والمآمون حتى مجيء اضعف خليفة عباسي هو المتوكل (ت232للهجرة) الذي سقطت على يدية خلافة العباسيين وماتت الدولة بعد ان احل الطائفية والعنصرية هي البديل.

وهكذا كان التصدع في القيادة ظاهرة دائمة في نظام الحكم مما جعل الامة تفقد ثقتها بالقيادةالسياسية بعد ان تحولت القيادة الى مصطلحات يتداولها القياديون املا بالنجاة والاستمرار.هنا جاء دور الفقهاء الدينيين وهو دور رصاصة الرحمة في قلب الدولة والتطور،فكان الجهاد الكفائي املهم في الانقاذ من المصير.

وكأن التاريخ يعيد نفسه اليوم في عراق العراقيين حين اصبحت الدولة تحت رحمة المرجعيات الدينية التي يتناقض فكرها مع التطور الحضاري وفق اسس نظريات التحديث، ليعلنوا لهم الجهاد الكفائي لا جهاد فرض العين ليخلصوا اولادهم من المشاركة والمصير. وحجموا دور المرأة وسادت المذاهب المتناحرة واصبح الحاكم طرفا منها لا مع كل الشعب فأنشق المجتمع وهو بانتظار الكارثة القادمة في تقرير المصير. فلا التحالف ولا متحدون ولا الوطنية ولا الأكراد المرشحين للأشكاليات الكبيرة بقادرين اليوم على بناء الجدار الجديد.

ففي هذه البيئة كثُرت الأمراض الفتاكة، التي تنقلها الحشرات وسببت لها اصناف لا حصر لها من الجراثيم تكاثرت وتوطنت في هذه الظروف الجغرافية المواتية لها في التخريب. فأين لهم من الاصلاح والتعمير. وحتى لو هربوا فلا سوريا اليوم ولاغيرها بأمن لهم في الهروب والاستقرار، وأموالهم يعرفها سيدهم ويعرف عنهم حتى شهقات السرير. لا حل امامهم سوى انتحارهم مثلما انتحر تروجان امبراطور الروم بعد احتلال روما من قبل القوط الشرقيين…؟

اقدم يا عبادي وقل لكل من عين ابنه او اقاربه في مناصب الدولة العليان ان يقيلهم فورا ويستبدلهم بالكفاءة من المواطنين.وقل لرئيس مجلس النواب الخائب ان يحاسب النواب الغائبين وان لا يدع مجالا للتلاعب بحقوق المواطنين،وقل لسفرائك في

6

الخارج ان ينصفوا المواطنين ،واتركوا الكيانات اوالمحاصصة فالفيضان اصبح على الطريق.

آزروا المهجرين وحاسبوا الحرامية والمزورين الذين تلاعبوا باموال المدارس والمهجرين …كفاية فقد بلغ السيل الزبى ياعبادي يا شهم وحاسب كل المقصرين وخاصة النواب الهاربين والوزراء الذين سرقوا وهربوا باموال المواطنين وسترى الدولة وقد عادت ثقتها بنفسها وعاد المواطن لكم دون الاخرين من نهابة الامة والموزورين. وسنقف معك الى اخر الشوط ايها العراقي الشهم الكبير.

لقد انتهى عهد الفاسدين ان شاء الله ولم يبق له من معين. ان جهنم ستلتهم كل الفاسدين ؟

ولا غير.
[email protected]