الذات حاضنة أمينة لبيوضها , وبيوض الذات أفكار ذات طاقات واعدة , وسلوكيات متحفزة للتعبير عن آلياتها وتأثيراتها في البيئة التي تفقس فيها.
وكل ذات بما إحتضنت!!
والبيوض المُحتَضنة بحاجة لبيئة موائمة لتفقيسها ورعرعتها ونموها وتطورها , وتحقيق تفاعلاتها الكفيلة بتأكيد ما فيها من الدوافع , والتطلعات اللازمة لصناعة المحيط المساهم بتأكيد وجودها , وترسيم حدود كينونتها التواصلية مع غيرها.
والبيئة الترعرعية لأية بيوض فاقسة يتم توفيرها وصناعتها بواسطة القوة المتحكمة بالواقع الكياني , للموجودات في بقعة جغرافية ما تتحكم بها وتقرر مصيرها , وفي العالم البشري يكون للأنظمة السياسية دورها ومسؤوليتها في إيجاد البيئة , التي ترعرع وتنمي أي نوع من البيوض الفاقسة من حاضنة الذات.
ولهذا يصح القول أن الناس على دين ملوكها , وأنهم مطية الحكام , وإرادتهم مرهونة بإرادة فرد أو حزب أو فئة , أو أي نظام سلطوي يمسك بزمام أمور الحياة في المكان الذي يعيشون فيه.
ولكي تعرف ما يجري في أي مجتمع تعرّف على نظام حكمه , فأنه سيخبرك عن نسبة كبيرة من السلوكيات القائمة , والمحكومة بمنطلقاته وتوجهاته وما يفكر به القائمون على السلطة فيه , فالواقع مرآة الكراسي , وما يدور بين الكراسي وفيها ينعكس واضحا في مرآة الواقع البشري المرهون بها.
فالمجتمعات البشرية ذات نزعة نحو التبعية والإذعانية والإهتداء بالاقوى فيها , وخصوصا مَن هم في الحكم أو الذين إكتسبوا صفة القيادة , ذلك أن أهم أساليب تعلم السلوك هو بالإقتداء والتقليد , والتعبير عما ذاع منه بين الناس وكرره هذا الرمز المعروف أو المشهور أو ذاك.
فلا تلومن الناس ولكن تفحص الكراسي التي تمتطيهم وتشد الوثاق على أعناقهم.
فهل إذا تعافت الكراسي تعافى الزمان؟!!
وهل إذا صلح السلطان صلح الزمان؟!!
إن العلاقة ذات تفاعلات رياضية , وكأنها معادلة راسخة نتائج طرفها الأيسر يقررها ما يتحقق في طرفها الأيمن.
فهل من كراسي آدمية لكي تتحقق السعادة الوطنية؟!!