ماذا علمونا منذ الصغر عن الوطنية؟
درّسونا أنها حمل السلاح والموت في سبيل الوطن , ولا يوجد تعريف آخر للوطنية في وعينا الجمعي , ولازلنا نتراقص مذبوحين من الألم على أنغام هذه الأسطوانة المشروخة , التي دمرت البلاد وسبت العباد.
وتجدنا اليوم أمام سيل من المقالات والخطابات والتفاعلات تتفاخر بالدماء المسفوكة والضحايا , فهذا تعبير عن الوطنية التي أشبعتنا قهرا وذلا وحرمانا , وتبعية وهوانا , وأخرجتنا من جوهر ذاتنا وهويتنا , وفرضت علينا توصيفات لتدمير ما تبقى مما يشير إلينا من العلامات الفارقة.
الوطنية أن تموت!!
الوطنية أن تحمل بندقية وتقاتل نفسك !!
الوطنية أن تكون من أشد أعداء إبن وطنك!!
فالأنظمة التي أوهمتنا بأنها وطنية قتلت المواطنين , وأعدمت الآلاف , وخرّبت وما عمّرت , وشردتنا وحرمتنا من الشعور بأن الوطن بيتنا الآمن الذي يرعى مصالحنا , وفيه نتطور ونكون ونمارس دورنا في تعبيد الطريق للأجيال.
واليوم ما عاد للوطن إسم ولا معنى , والإنتماء لغير الوطن هو الفخر والقوة والجاه , والكراسي بأنواعها تستند على قوى خارجية , وتستخدمها لإبادة المواطنين الذين يطالبون بأبسط الحقوق الإنسانية , وتتعجب من الذين يكتبون عن النظام الوطني , والتعبير عن الوطنية تأكد بالمواطنين الذين قتلوا في مسرحيات , من إخراج ذوي المصالح والأهداف العلنية والخقية , وهم يسخّرون الكراسي لتنفيذ المهمات اللازمة لديموتهم في الحكم.
فعن أي وطنية تتحدث أقلام الكراسي؟
ولماذا لا تستوعب معاني الوطنية الحقيقية التي تسعى للبناء والعمل الجاد , وتأمين حاجات المواطن , والحفاظ على حقوقه الإنسانية التي أقرتها لوائح حقوق الإنسان.
أين الوطنية أيّها الذين تكتبون بالدم؟!!