23 ديسمبر، 2024 9:49 ص

المقصود به الرقود على النوازع والدوافع والتصورات والمواقف الطائفية , كما ترقد الدجاجة على البيض , تنتظره أن يفقس , فما مطمور في البشر من طائفية وعنصرية ومشاعر سلبية تفقس حال الإقتراب من جلدها , أو الإتيان بما يزعزع كمونها داخل قشرتها التي تلونها وفقا لمقتضيات أهوائها.
والأمثلة متعددة , فذوي العمائم بأنواعها من الذين يتكلمون ضد نظام الحكم منذ ألفين وثلاثة وحتى اليوم , قلوبهم مع الكراسي وألسنتهم ضدها , والدليل إنهم سيشجعون الراتعين في مرابعهم بالتوجه نحو إنتخاب ما يضرهم ولا ينفعهم , بعد أن أطّروه بالطائفية وروّجوا له وسوّقوه بأساليب عاطفية مخادعة مضللة.
والكثير من الكتاب والمثقفين والمفكرين الذين تراهم يكتبون على أنهم ينتقدون ويرفضون , تجدهم في حالات أخرى من أشد الطائفيين والمنفعلين المتوحشين تجاه الآخر , وفي وعيهم وعرفهم أن الدنيا لهم وحسب , ولا يجوز لغيرهم أن يقاسمهم الحق فيها.
وتعجب من بعض الأقلام التي تتكشف حقيقتها بغتة عندما يتعلق الأمر بالطائفية , فكاتب تحسبه ثوريا عروبيا ووطنيا , وإذا به يثور هائجا أمام مثقف آخر نطق بالحقيقة المريرة , وراح يصب جام غضبه عليه , ويراه ضد الطائفة والمذهب.
وفي العديد من المواقف تتفاجأ بمَن تحسبهم من المثقفين الواعين , وإذا بهم من أشد الطائفيين المتمسكين بالضلال والبهتان المبين.
هذه العفونة الطائفية قائمة ومتجذرة , ولا فرق بين هذا وذاك , فكل يغني على ليلاه ويتاجر بما يراه , ويتوهم الدراية والمعرفة , ويرى الآخرين من حوله رعاع جهلاء.
فهل وجدتم صاحب عمامة يرى أن الآخرين يعرفون؟
هل وجدتم معمم لا يرى أنه يعرف وغيره لا يعرفون , وعليهم أن يسمعوا ويطيعوا وينفذوا؟!!
تلك ظواهر سلوكية قائمة في مجتمعاتنا تغذيها ألف جهة وجهة وتستثمر فيها أيما إستثمار , والناس تترنح سكارى بالتضليل والهذيان.
فهل من عقل بصير يا أمة يعقلون؟