ظاهرة سلوكية فاعلة في البشر منذ الأزل , فالبشر يعذب البشر في حياته , ويقدسه في مماته , بتأثير قوة تأنيب الضمير الفاعلة فيه.
وهذه الحالات متكررة عير العصور في جميع المجتمعات , فلكي تقدس شخصا ما بعد مماته , عليك أن تذيقه أمر العذابات في حياته!!
ولو تأملنا المقدسين من البشر بأنواعهم لتبين لنا بأنهم قد تعذبوا في حياتهم , وفي تأريخنا الكثير من الأمثلة التي تتصل بالعلماء والفقهاء والمبدعين في شتى المجالات , فلكي تتقدس وتتخلد لابد لك أن تتعذب في حياتك!!
ودرجة التقديس تتناسب طرديا مع شدة التعذيب.
تأملوا الرموز التي نتداولها على أنها أعلام خالدة لحالات متعددة , وستجدون حياتهم مشحونة بالمقاساة والعدوانية الشرسة عليهم , رغم ما قدموه من معاني وإنجازات وقيم إنسانية سامية.
والذي لا يعيش جحيمات العذاب في حياته لا يُذكر بعد مماته.
إنها علاقة سلوكية متكررة من الصعب تفسيرها , لكنها متجذرة في الوعي البشري ومتمكنة منه بقوة لا تضاهى.
ومن العسير التحرر منها النظر إلى الحالات المتميزة بعين أخرى , وبموجبها الناجح يعاني , والنوابغ يعذبون ويشردون , وينالون من الحياة قساوتها , لكنهم يتواصلون وينغرزون في قلب التأريخ.
فإلى متى سنتواصل بتعذيب الأحياء وتقديس الأموات؟!!