22 ديسمبر، 2024 11:36 م

أستاذي من الناصرية , كان يحكي لي قصة أحد أبنائها الذي عندما يُداهَم بيته من المجاميع التي تريد تجنيده في الجيش الشعبي آنذاك , يستلقي أرضا على ظهره ويأخذ بالضحك الهستيري وهو يردد “دوخوه” , ويحسبونه مصروعا فيتركونه , وفلسفته أنهم يدوخون الشعب ومن حقه أن يدوخهم.

والتدويخ سياسة معروفة  ومن أكبر مروجيها الإعلام  بوسائله المتنوعة , وصار الدين في بعض المجتمعات المنكوبة بالأحزاب المؤدينة من أسهل طرق التدويخ , إضافة للمخدرات وآليات الفساد المتنوعة.

وفي المجتمعات التي تسمي نفسها حرة , يكون للإعلام دوره الأول في التدويخ وصناعة الآراء  بموجب مهارات نفسية ونظريات سلوكية , تستحوذ على عقول الناس وتبرمج عواطفهم وتستبيح مشاعرهم.

وفي مجتمعاتنا تغلّب الدين المُسخَر للتجارة والقبض على مصير الناس , ليكون أفيونا ضروريا لصناعة القطيع الراتع الخانع التابع المرهون بإرادة السمع والطاعة.

وصار الكذب منطوق الإعلام المهيمن على الموضوعات المتناولة في برامجه , وتتصدر المحطات المشهورة قيادة طوابير الكذب المبرمج نفسيا وسلوكيا , لصياغة الرؤوس المطلوبة للتعبير عن إرادة القائمين على المنابر الإعلامية , والذين يعملون بتوجهات عقائدية وشعارات ذات مآرب أنانية بحتة.

فالكذب قائد الإعلام!!

فهل وجدتم إعلاما لا يدين بعقيدة إكذب إكذب حتى يصدّق الناس!!