تنشغل الاحزاب والقوى السياسية الآن وكذلك الشارع السياسي العراقي ، في تخييل صورة التحالفات والتقاربات التي ستفضي لتشكيل التحالف الأكبر الذي سيكلف بتشكيل الحكومة .
القراءة السياسية المستخلصة من السنوات الأربعة الماضية ، والواقعية التي يفرضها ضغط الشارع العراقي الذي يطالب بالتغيير، تقترح ان يتم تشكيل التحالف الشيعي الذي يقوم على ائتلاف المواطن والتيار الصدري والفضيلة والإصلاح ويستقبل القائمة الوطنية ومتحدون والتحالف الكردستاني ، وبهذا يتشكل تحالف قوي يزيد على مائتي صوت نيابي ، يتكفل بتشكيل الرئاسات الثلاث .
هذا التحالف سوف يختصر الطريق على الجدل والنقاش والصفقات الجانبية ودفع الرشى والوعود التي سيلجأ لها البعض من ذوي النفوذ ،بمعنى سيختصر الإشكاليات الدستورية وضياع الزمن الذي حصل في الدورة السابقة .
هذا التشكيل سوف يضم بدائل عديدة لرئاسة الوزراء ابرزهم الشخصية الأقتصادية والسياسية المتوازنة والرصينة السيد عادل عبد المهدي ، كما سيطي نتائجه بحكومة قوية متجانسة تقوم على معالجة اخطاء السنوات العشر الماضية ، وتجدول الملفات حسب اهميتها ، الملف الأمني ، المصالحة السياسية والأجتماعية ، واقع الخدمات والمعيشة ، وتوزيع الثروة ، ومكافحة الفساد ، وتركة الفشل الأداري والسياسي وغيرها من الملفات المهمة .
هكذا تشكيل برلماني يخضع لهيئة سياسية فعالة سوف يختصر الزمن في الأنجاز ويقطع الطريق على منهج الأستبداد والدكتاتورية ، كما سيعطي فرصة لإتئلاف دولة القانون وبقية الأحزاب ان تمارس دور المعارضة الفعالة داخل البرلمان .
هكذا وبانسجام وتوافق يقوم على الثقة المتبادلة وخدمة المصالح الوطنية العليا ، تكون القوى السياسية قد اوفت بتعهداتها للجماهير بمشروع التغيير والدفاع عن مصالح الناس وتحقيق منجزات هي جزء من حق او استحقاق للمواطن ، اضافة الى اعادة بناء الدولة من خلال بناء المؤسسات وتحرير المؤسسات المستقلة والسلطة القضائية وغيرها من ركائز النظام الديمقراطي والدولة المدنية .
*[email protected]