الإستثمار بالتجهيل عدوان على الأمة والدين , يقول أخٌ قارئ ” أنهم يسثمرون بالتجهيل , ويشجعون الجهل عن قصد مدروس” , والمقصود بأنهم ذوي الكراسي والعمائم وأدعياء الدين برموزه المتنوعة , التي تريد الناس أن تعيش كالبهائم لتأخذهم إلى حيث تريد وتمتصهم وتجني أرباحا منهم.
فلا يجوز للناس أن تعرف الدين , بل عليها برأس معمم يزقها بالأضاليل , ويستبيح وعيها ويعطل عقلها , ويحيطها بالرعب والخوف من الخطيئة التي يرتكبها هو بحقها , وهي المنومة بالعواطف السلبية والإنفعالات المؤججة في صدورها , والتي تحركها إرادة المستثمر فيها والمُعادي لوجودها.
إن الإسلام بدأ بنداء إقرأ , وبتحميل الإنسان مسؤولية مصيره , ويفرض عليه تفعيل عقله لإتخاذ قراره الذي بموجبه يتم الحساب , وبدون تفعيل العقل مَن الذي يتحمل المسؤولية؟
وأدعياء دين يمنعون الناس من القراءة وحتى تعلم العربية , ويمعنون بتجهيلهم لكي يسهل عليهم تلقينهم بما يريدونه من الدجل الضروري لتجارتهم بالدين , فلا بد من ظلام وأمية ليسوّقوا أفكهم اللعين.
وعندما تتولى الأحزاب المؤدينة السلطة , فإنها تهين التعليم , وتمنع الناس حقهم في المعرفة والقراءة والكتابة , لتنشر الأمية والتبعية والإذعانية , فتشجع مَن يتبع ويقبع وتحثه على هذا السلوك المشين.
ويمكن تقدير وطنية وقيمة أي نظام حكم , من أحوال المدارس وخصوصا الإبتدائية فيه , ومن أعداد ذوي العمام في المجتمع , فكلما زاد عددهم إنتشرت الأمية , وكلما ساء حال المدارس الإبتدائية تفاقم الضلال والبهتان , والعدوان على الدين.
وعليه فأن من المسؤولية الإهتمام بالمدارس الإبتدائية ورياض الأطفال , لإعداد جيل متعلم يوظف عقله فيصنع حاضره ومستقبله الأمين.
فهل من نداء إقرأ يا أيها المتأدينون؟!!