الكراسي في دول الأمة تتبع وتقبع , ولكل منها ولي أمر!!
شئتم أم أبيتم , هذا هو واقع الحال , منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وما قبلها بقرون وقرون.
فلا يوجد عندنا نظام حكم عربي أصيل , إلا في مرحلة الدولة الأموية , وعندما تولاها أولاد الجواري تهاوت بسرعة.
والدولة العباسية معظم خلفائها أولاد جواري , عدا الأمين وفعلوا به ما فعلوا.
فإبن الجارية يتبع أخواله , وهذا ما فعله المأمون والمعتصم.
وهارون الرشيد دام لعبة عند البرامكة وكانوا يحكمون , وعندما إنقض عليهم إنهار حكمه , وبدت عورات نظامه , فكان ما كان بعد وفاته من صراعات وإنقسامات وهيمنة آل خراسان على الدولة , ومن ثم الأتراك.
وبقيت الخلافة العباسية بعد مقتل المتوكل مطية الدخلاء ومسيّرة بإرادة الأغراب , الذين يتخذون من رمزية الخلافة عنوانا لبسط نفوذهم على البلاد والعباد.
والحقيقة أن جوهر الدين يدعو للتبعية , وتأكيد مبدأ السمع والطاعة , ولهذا توارثت الأجيال السلوك الخنوعي المعطل للعقل.
والتأريخ بأسره عبارة عن صراعات بين قطعان بشرية تابعة لهذا أو لذاك , وهم من نفس الأصل لكنهم يتقاتلون , لأن المتبوع يرى ذلك , ومصالحه تستوجب الصراع الدائب المرير , فالحروب تجارات مربحة.
وبعد ركام التداعيات الناجمة عن التبعية , ترانا أمام مَن يريد تغفيلنا , والتركيز على التبعية , فهل يوجد نظام حكم في تأريخنا لم يتبع؟
أو حزب لم يكن تابعا لقوة ما؟
فالأحزاب تأسست لخدمة مصالح المتبوعين , أما الأحزاب الوطنية الصرفة فأنها تموت في مهدها , لأن السلوك الوطني ممنوع , وعلى الجالسين في الكراسي أن يجيدوا مهارات السلب والنهب , وضخ الأموال في بنوك المتبوعين أيا كانوا.
ولا جديد في الموضوع , فدول الأمة تتنقل بين متبوع ومتبوع , ولن تكون حرة وذات إرادة طليقة , لأن السيل بلغ الزبى , وصارت لقمة في أفواه الطامعين , الذين جردوها من قدرات الثقة بالنفس , وأفرغوها من طاقات أكون , ليتم إستعبادها وإستغلالها وهي تستكين.
فهل ستعيش السلحفاة خارج ترسها؟!!