لتأتي إلَّي ولكن دون أن نقع في فخ الرثاء وبعيدا عن أبجديه العصر ما أعطيتك وما تعطيني؟ ولتتوافق قناعاتنا أن الُكره سم زعاف لنحاول إن نجد مغزا أخرا للحياة ونتشبث بها للرمق الأخير أتيتك وبمعيتي قلب فتي كضوء الغبش اللامتناهي وبلا أدعاء بضمير لم تدنسه الخطايا أتيتك كجزيرة يطوقها اصطفاق الرياح ونأي الأشرعة قلت لك دلني فأنت أدرى بشعابها فنحن أنا وأنت الطالعون من المدن التي مر بها طير الأبابيل
بفقرائها رافعي أنيتهم لعنان السماء لعطايا الألهه والتي منذ إن انزلقت من رحم هذه الأرض تتوسد القصيدة والتي جل أهلها عاشقون والتي يبتعث نيرون بها كل حين بقميص ملطخا بالذنوب ليقطف وردها قبل الأوان لقد قضيت سنينا بالنأي عنك والمرارة عالقة بأحشائي احمل كما من الأسئلة تخترق جدران صمتي لا أخفيك لقد تهاوت كثافة الأشياء وتداخلت معالمها وتأرجحت ثوابتي فهل يجوز أن يقتل الحب في هذا الزمان ؟ وهل يجوز أن يسلم الراعي القطيع للذئاب ؟ وهل يجوز أن مدنا كأصيل الجياد غدت ملاحما للقتل والدمار تحتضر واقفة فلنجد مغزا آخرا للحياة ونكون جاهزون لها بل نتشبث بها للرمق الأخير
تحت ظل الله في الأرض ونطلق حمائما بيضاء صوب بوابه الشمس دلني أنت أدرى مني بشعابها فثمة ضوء بعيد يلوح وثمة صوت لتنزع الأرض أثواب حزنها و لينهمر العدل والأمان في جنباتها.