27 ديسمبر، 2024 5:51 ص

التآخي: التفاهم والمحبة , المودة والصداقة , الوئام والتصالح والتضامن.
التآخيات الوطنية , الإنسانية , العقائدية , الدينية , المعرفية , الفكرية , الأدبية , والبايولوجية , نحولها إلى تفاعلات عدوانية إنتقامية من بعضنا البعض , وذلك واقع سلوكنا الطاغي على وجودنا من أعلاه إلى أسفله!!
خذ أي ميدان وستجد فيه العدوانية والأنانية الشرسة , والنوازع السيئة والطنون الشريرة , والإضمارات الإنتقامية الحاقدة على الآخر , الساعية إلى محقه وتمني زوال ما هو عليه من جيّد الحال.
وهذه ظاهرة سلوكية غابية الطباع والتطلعات , وتنطبق عليها قوانين الغاب المتوحشة التي تدين بالقوة وحسب , وذلك واضح في تعبيراتنا السلوكية على كافة المستويات , ولا يشذ تفاعل عنها.
فمن أنظمة الحكم إلى أي تجمع أو نشاط نقوم به , تكون السيادة المطلقة للقوة الباطشة , القادرة على إلغاء القِوى الأخرى وتدمير العقل ومنعه من العمل , وذلك بالتجهيل القصري والمؤديَن , وبآليات الترغيب والترهيب , والحرمان من أبسط الحاجات الإنسانية , فالقوة هي السلطان.
وواقعنا مبتلى بضياع القيم الأخلاقية التي يكمن فيها جوهر القوة والإقتدار الحضاري والإنساني , لأنها تصنع أجيالا تتنامى وتتواصل متفاعلة نحو الأنبل والأسمى , أما القوة الباطشة قأنها ذات حين وتذبل حتما.
فأين التآخي فيما نقوله ونفعله؟ّ!
هل في المذهبيات والتبعيات والفئويات والتحزبيات , وأمثالها من حالات التشظي والفرقة والتناحر والتصارع على المناصب , والإستحواذ على مقدرات المواطنين , والإمعان المتفاخر بالفساد والنهب والسلب المشرعن , وفقا لفقه الغنيمة ونهجها الأثيم!!
إن القوة في التآخي والإعتصام بإرادة وطن وأمة , تلك من بديهيات البقاء والرقاء , ولكل أمة ما تراه , وبرؤيتها تكون أو لا تكون!!
فهل نتآخى لنكون؟!!