23 ديسمبر، 2024 12:15 ص

البلدية دائرة حكومية تقوم بتطوير المدينة وإنارة الطرق وتجميل الشوارع وتشجيرها , وتنظيم الأسواق وتنفيذ المخططات للمواطنين , وتعمل على تصريف مياه الأمطار والمحافظة على نظافة المدينة , وللبلدية مخصصات من الدولة لإنجاز مهامها.

وللبلدية رئيس لديه صلاحيات , وفيها أقسام متنوعة وفقا للإختصاصات المعمول بها بموجب القوانين والضوابط الحكومية.

فالبلدية من مهامها الأساسية إنجاز البُنى التحتية للمدينة , وتوفير أسباب العيش الصحيح فيها , بإتباع ما يستوجب العمل به من إجراءات للحفاظ على مميزات وخصائص المدينة والرقي بمستوى الخدمات فيها.

ومن الأمثلة التي لا يحتذي بها العديد من رؤساء البلديات في المدن العربية , ما قام به السيد “أردوغان” عندما كان رئيسا لبلدية إسطنبول , حيث تمكن من تحويلها إلى مدينة جميلة مستوفية لشروط المعاصرة , فصارت تشد أنظار السائحين من أرجاء الدنيا , وبسبب ما قدمه من إنجازات كبيرة أثناء رئاسته للبلدية , إنطلق في مشوار القيادة السياسية في تركيا حتى أوصلها إلى مقام متقدم في شتى المجالات والنشاطات الإقتصادية والإستثمارية.

فرئاسة البلدية مسؤولية إدارية وقيادية مهمة في الحياة العملية السياسية , وهي المحك الذي تبرز فيه المواهب القيادية التي تساهم في تقدم البلاد ورفعتها , فالذي يتمكن من الإرتقاء بالمدينة التي يترأس بلديتها يكون مؤهلا للإرتقاء ببلده أيضا , لإكتسابه خبرات ومهارات تساعده على ذلك.

ولهذا فأن رؤساء البلديات في بلداننا يجب أن يدركوا أهمية مسؤوليتهم ودورهم في حياة المواطنين في مدنهم , وأن يجدوا ويجتهدوا في تطويرها وتجميلها والعناية بأبنيتها وشوارعها وأسواقها , ومدارسها ونواديها وأنهارها ومستشفياتها وكل ما يتصل بنشاطات أهلها , وأن يؤدوا مهامهم بإخلاص وتفاني وتفاعل مع أبناء المدن , ويكون لمجلس البلدية قيمة ودور فعال في الوصول إلى إقرار ما يناسب المدينة من مشاريع ومقترحات.

ففي المجتمعات المتقدمة يكون رئيس البلدية عينا ساهرة على الخدمات المتعلقة بمدينته , وهو المراقب والمتابع لكافة الإحتياجات ويحاسب على أي تقصير فيها , وتصله شكاوى المواطنين وطلباتهم , وأن يؤمّن ما يساهم في تيسير معيشتهم في مدينته والحفاظ على جمالها ونظافتها , وإدامة بنيتها التحتية وتطويرها.

وعليه فأن من المنفعة الوطنية إعادة الإعتبار للبلدية ولرئيسها وتجهيزها بما تحتاجه من آليات وخبرات لتأهيل المدن وتنشيط قدراتها, لكي تجتذب إليها مَن يساهم في التنمية الإقتصادية والتفاعلية المعاصرة.
فهل بلدياتنا تقوم بواجباتها وتتحمل مسؤولياتها؟!!