بلادنا ومنذ بداية القرن العشرين تحت سنابك الإحتلال المباشر والغير مباشر , ففي 22\11\1914 إحتلت بريطانيا البصرة , وفي 1917 إحتلت بغداد , وفي 1918 إحتلت الموصل , وفي عام 1941 إحتلته بعد حركة رشيد عالي الكيلاني , وفي 9\4\2003 تم إحتلاله من قبل أمريكا وبريطانيا ودول أخرى.
فالبلاد تعرضت لخمسة إحتلالات مباشرة في أقل من مئة عام , وما بينها تأكد الإحتلال الغير مباشر , والذي يفسر الأحوال الصعبة , ولا يزال متمكنا من تقرير المصير.
فهل البلاد عرفت السيادة وفازت بقادة بحجمها وحريصون عليها , أم أنهم كانوا وكلاء للأسياد المحافظين على وجودهم في السلطة إلى حين؟!!
سؤال صعب والجواب عليه أكثر صعوبة , لكن الأمور بخواتمها , وما آلت إليه البلاد , يفسر ويلات العباد , وربما يكون الإفتراض صحيحا.
إذ من العسير فهم وتفسير وتحليل ما جرى وإنتهت إليه الأحوال , بأسباب خارجة عن التفاعلات والإحتلالات والقوى الطامعة بالثروات , وغايتها الإستحواذ على ما غنمته في الحرب العالمية الأولى.
فالبلاد محتلة منذ 1914 ولا تزال تحت رحمة الإحتلال , فلماذا التوهم بغير ذلك , والقول بأن الحكومة وطنية وتحرص على مصالح الوطن والمواطنين؟
البلاد لم تُحكم بنظام سياسي حريص عليها , وليغضب مَن يغضب , وعليه أن يأتينا بدليل , وبرهان واضح.
فهل يعقل أن دولة تأسست في 1921 , ومؤسسة لعصبة الأمم المتحدة , وسباقة لغيرها في تكوينها كدولة ذات رؤية وتطلعات مستقبلية , وتمضي في طريق التقهقر والدمار؟
أين العيب؟
لا تقل الشعب , فهو كغيره من شعوب الدنيا بل أكثر وعيا ونباهة!!
العيب في أنظمة الحكم المنصبة للنيل من الشعب , فهل وجدتم نظام حكم يخدم الشعب؟!!
أنظروا لقيمة الإنسان , ومستويات الرعاية الصحية والخدمية والتعليم , وستعرفون الجواب!!
أ يعقل في البلاد لا يزال الأطفال يدرسون في مدارس طين وأكواخ”!!
البلاد والعباد فريسة للطامعين وبمعاونة المتسلطين عليهم , وهم يحملون وكالات النيل منهم أجمعين!!
و”الآن حصحص الحق”!!
د-صادق السامرائي