الحضارة والانسانية تحتضر بين سفك الدماء واغتصاب الحرائر والارهاب ينهش جسد هاتين اللؤلؤتين ومازال الشرق والغرب يتبارزان على البوركيني والبكيني هنا ضاعت القضية الحقيقية قضية الحضارة والانسانية وسكنت مكانها فقاعة زائفة اسمها البوركيني ……. اي جهل تعيشه البشرية كونها تهتم ببعض الامور التي لا قيمة لها فملايين البشر يواجهون نعيق الرصاص ودخان القنابل واصبحت نشرات الاخبار الناقل الحصري للدمار والالم والصداع فمشاهد الدم والقتل تنهمر من الشاشة وتتصبب كالعرق لكن ليس فوق الجسد بل بين ثنايا القلب والعقل ……
هنا يكمن الوجع فلقد توجهت الانظار نحو قضايا لا اهمية لها في الواقع الذي تعيشه الحضارة والانسانية وان دل هذا على شيء فهو دليل على نقص الوعي والادراك والسبب يكمن في وجود قضايا اكثر اهمية ولها تأثير مباشر على حياة الانسان فالارهاب اثر على كل نواحي الحياة وفي كل بقعة من الأرض بصورة مباشرة او غير مباشرة وبالتالي ضاع حلم السلم العالمي وانتشرت المجاعة والاوبئة واندثر التعليم في رائحة البارود …….
القصد من وراء هذا الكلام إن الحضارة والانسانية لا يمكن إن تعيش دون قضية فكل شيء من الالف الى الياء يصنف ضمن مفهوم الحاجة ……
الحاجة الى الاكل الشرب الملبس المسكن والعيش بكرامة وحرية من ناحية الامن والامان والسلم بعيدا عن الحروب وكوراثه ودماره فالانسان في هذا الواقع المتعفن الذي تعيشه البشرية بحاجة لحاجات اساسية كما ذكرت اعلاه وبالتالي اذا ما وجدت وتوفرت حينها سيعمل النظام العالمي بالشكل الصحيح هنا يمكن وضع القضايا الاخرى الاقل اهمية على طاولة العالم ومنها قضية ( البوركيني ) هذا من ناحية ……
من ناحية اخرى إن الشيء الواضح امام العقل إن الغرب والشرق مختلفان في كل شيء والتأريخ يسرد احداث كاملة لمراحل تطور هاتين الحضارتين بسلبياتها وبأيجابياتها والزمن بكل ما يحمله من تفاصيل كان كفيلا بتوسيع الصدع بين الحضارتين والحدث الذي تعيشه الحضارتان الان بكل ما فيه دليل على إن هذا الصدع لن يتم اصلاحه فأرادة البشر اضعف من تصليح هكذا خلل فكري فلسفي روحي بين عالمين لطالما كانا كقطع الشطرنج الاول متمسك بخططه والاخر متمسك بأستراتيجيته هنا لا تختلف الخطط والاستراتيجية كمفهوم فكلهما يحمل مفهوما يكمل الاخر بينما الاختلاف يكمن فيما يحمله المفهوم من قواعد ونظم وقوانين في الحياة التي تحرك الإنسان والمجتمع والنظم والحكومات ……
لذا فقضية البوركيني والبكيني من القضايا البسيطة والحل يطرح نفسه ولا تحتاج الى هكذا ضجة اعلامية جعلت من الحدث حديث الساعة في الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزة والرأي العالمي حتى المقاهي لم تسلم من هذه الضجة بل تعدى الموضوع الى إن يكون المادة الاولى للنقاش والحوار بين افراد الاسرة وبين الرجل والمرأة ……الحل يكمن في اجابة مختصرة …..
من تريد العيش في الشرق فلترتدي البوركيني ومن تريد العيش في الغرب فلترتدي البكيني هنا ينتهي الموضوع فمن تريد ارتداء البوركيني فشواطىء الشرق تفتح ابوابها لها ومن تريد إن ترتدي البكيني فشواطىء الغرب تفتح ابوابها لها …….لكنني كرجل عصري متحرر منفتح على العالم اعتقد إن اجواء البحر الهادئة بحاجة الى انطلاق فكري وروحي فأشعة الشمس الذهبية ونسيم امواج البحر هي مكان للنقاء والصفاء الفكري والروحي والجسدي فلكل مكان خصوصيته والبحر والبكيني وجهان لعملة واحدة وجمال هذا يعكس جمال ذاك فسواحل البحر بلا بكيني ليست سواحل وانما ستتحول الى حدائق عامة والبكيني بلا رطوبة وملح البحر ليس بكيني بل بيجامة للنوم ……
في نفس الوقت البوركيني والبكيني لا يعكس ثقافة الشخص بقدر ما هي وسيلة لتوسيع الفجوة بين حضارتين مختلفتين هنا الإنسانية هي الضحية فما دام هنالك وجود للاختلافات التي يتم صنعها اعلاميا بين بني البشر بالتالي ستبقى القضية في مرحلة الجمود وستعاني الإنسانية من الشرخ الفكري والفلسفي …….