يبدو البشر وكأنه كتلة متأججة من الشر , قد توجها الباء لتبدو على غير ما هي عليه , فالبشر شر يلبس قناع الباء!!
لماذا يبدو كذلك؟
والجواب أن عقله ما أن يتعلم شيئا إلا وسخره للشر , فمعظم المبتكرات والمخترعات تحقق توظيفها لتأمين ميادين الشر , وضخها بأسباب التداعيات والويلات.
الطائرة ما أن أخترعت حتى وجدناها بعد سنوات قليلة , تصول وتجول في الحرب العالمية الأولى.
العلوم الأخرى بأنواعها , إستعملت ضد الإنسان , وهي التي وجدت لسعادته وتسهيل تمتعه بالحياة.
أنظروا السيارة , تحولت إلى قنبلة موقوتة , وهي تقتل من البشر أكثر من مليون في كل عام.
والأخطر من ذلك , أن علوم الفيزياء والكيمياء , زودت البشر بأدوات مروعة محفزة على خلع تاج الباء , والإنطلاق بسلوك الشر.
فما أن أكتشفت العناصر المشعة , حتى سعينا لإستثمارها , وصناعة ما أسميناه بالقنبلة الذرية , وحالما إمتلكناها , ألقيناها على هوروشيما وناكزاكي في اليابان.
واليوم نمتلك أسلحة فائقة المحق والتدمير , وذات تكنولوجيا خارقة , تحتاج لضغطة زر من حاكم خرف مجنون.
أضف إلى ذلك ما فعلناه بعد أن إقتربنا من جوهر النويات في الخلايا , وألقينا القبض على الحوامض الأمينية , وكيف انطلقنا بمسيرة التدمير البايولوجي لوجودنا عبر إختراع عوامل نشر الأوبئة المستعصية على العلاج.
ترى ألا يبدو أن الشر المستعر فينا يقودنا إلى سوء المصير؟
فعن أي إنسانية ودين رحيم يتكلم المتوهمون؟
إن الشر سلطان!!
وفينا ألف شيطان وشيطان!!
وإن النفس الأمّارة بالسوء هي العنوان!!