على مدار اكثر من أربعة عقود كانت الدول العربية من اكثر الدول في العالم انفاقا واسرافا وتبذيرا ، حتى ان اغلب الدول الغربية جعلت من عواصمها وفنادقها ونواديها الليلية وحتى بيوتها، مرتعا لشيوخ البترول والمال العربي ، الذي وهبه الله لهم دون أي جهد او عناء ، ولو استفادت الشعوب العربية من ربع هذا المال الذي تم انفاقه على موائد الطعام وطاولات القمار وملذات الشهوة والفجور ، لما كان في بلاد العرب فقير او جائع او محتاج ، ولو كانت قلوب اغلب ولاة امرنا صادقة ونقية لوجه البارئ عز وجل ، لما كنا نحتاج كل هذه الأموال التي انفقت في تشييد بيوت الله ، بقصد التباهي وبلاد المسلمين تعج بالفقراء والمساكين وأبناء السبيل . ولما أصبح الغرب يتهم المسلمين بالقتلة والإرهابيين. اليوم، قد حصحص الحق أيها العرب ولم تعد دماؤكم أغلى من البترول، لقد دق ناقوس الخطر والأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت، لان الغرب بدأ يتبع استراتيجية منهجية، هدفها ضرب الإسلام في مقتل والقضاء عليه بلا رجعة وقد تجلى هذا الامر من خلال تفويض الولايات المتحدة الاميركية، بصفتها زعيمة العالم الغربي اليوم من اجل تحقيق هذا الهدف خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، متبعة أساليب واشكال متعددة من حيث المنهج والسلوك، تتلخص بالآتي:1. طريقة استخدام نمط التصادم المباشر: الذي يتمثل بالبعد الاقتصادي والسياسي والعسكري وخير مثال لهذا النمط هو باكورة عمل التحالف الغربي والصهيوني الذي حصل في العراق، نتيجة غزوه واحتلاله، تحت مسميات ومسوغات وهمية باطلة، شرعنت له هذا العمل البربري الجسيم وقد اثبتت التجارب والايام بطلان هذا المسوغ، ما جعل القوات الغازية والمحتلة تدفع ثمن هذا العدوان وتغرق نفسها في مستنقع دام على يد المقاومة الوطنية الشريفة ليتحول بعدها التحالف الغربي الى استخدام أسلوب جديد في التعامل. 2. طريقة استخدام نمط خلق الصراعات وتشجيع النزاعات: يقوم على اثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية بين المكونات، مع الاخذ بنظر الاعتبار تبني ودعم أحد أطراف النزاع بالمال والسلاح والتخطيط والتدخل لصالحه ثم الوصول الى الحرب الاهلية بين الطوائف المتصارعة وقد نجحت تجربة هذا النمط في أفغانستان والسودان مرورا بالعراق وليبيا ومصر وسوريا واليمن، وقد تمكنوا من تأجيج الفتنة وإيقاظها بعد ان كانت نائمة طيلة عقود من الزمن ، فتحقق لهم ذلك ، من خلال الصراع الطائفي الذي أصاب جسد المجتمع العربي وشرخ نسيجه وزرع الحقد والبغضاء فيه ، دون ان يكون للغرب أي خسائر تذكر. 3. نمط المواجهة العسكرية ذات البعد الاقتصادي: يتشابه هذا النمط مع النمط الثاني ولكن المختلف فيه هو التحول من المواجهات والنزاعات الداخلية الى المواجهات العسكرية الخارجية بين الدول العربية وتبني وجهة نظر أحد الأطراف وتعضيدها واطالة امدها من خلال الدعم العسكري والمالي والدولي، بدليل ان الغرب استطاعوا ان يسخروا المال العربي في خدمتهم بحجة محاربة الإرهاب الذي انشأته ودربته ومولته وغذته بالفكر السيئ والمتطرف داخل دوائر مخابراتهم ، ليكون أداة بيدهم ساعة الصفر ، من اجل ان يهدد بلدان العرب والمسلمين، فالغرب لا يريد الإسلام الذي يفرض نصوصا يحكم بها المجتمع.بل يريد اسلاما مفصلا على دولهم ، حتى يقولوا للعالم نحن نشجع الديمقراطية في البلدان الإسلامية التي تقف وراء الممارسات الاستبدادية التي انتجت الإرهاب وتبعاته ، مبارك لكم أيها العرب هذه الهدية الثمينة التي منحها لكم الغرب، والمتمثلة بالإرهاب المزعوم الذي حرق الزرع والنسل وكلف بلدانكم مبالغ طائلة وارواحا غالية، ومبارك لكم ثروتكم النفطية التي استحوذت عليها أميركا وحلفاؤها برغبتكم ورضاكم، التي جعلتها أغلى من دماء شعوبكم، التي حرم الله سبحانه وتعالى سفكها الا بالحق، هذه هي ضريبة البترول العربي الذي أصبح نقمة على شعوبكم، بعدما كان نعمة وقوة يفرضها الضعفاء على الأقوياء.