18 ديسمبر، 2024 5:15 م

الانتخابات العراقية .. الى أين؟

الانتخابات العراقية .. الى أين؟

بعد أن عمدت الحكومة العراقية الى اجراء الانتخابات المبكرة ارضاءا للشارع العراقي. وبعد ظهور نتائجها المشوشة, يبدو لي أنها لم تكن حلا للواقع السياسي العراقي المضطرب أصلا. بل أمست جزءا من المشكلة, وزادتها تعقيدا. وذلك بسبب غياب الكثيرمن الناخبين وعزوفهم عن المشاركة فيها. وكذلك الخلل الواضح في النظام الانتخابي. وربما بسبب تعثر الناخب وقلة وعيه الانتخابي قد افرز وافضى الى نتائج غير واقعية حتما. والحل هو بحكومة وحدة وطنية تجمع كل الاطراف تماهيا مع واقع الحال. بدلا من تأخير التفاوض بين الاطراف الشيعية المتنافسة, مع ترقب وانتظار السنة والكرد. ومن المهم جدا التركيز على قوى الاعتدال والحنكة السياسية والتي تعتبر مقبولة من كل الأطراف داخليا واقليميا ودوليا ايضا وأهمها تيار الحكمة. فان هذه القوى تعتبر صمام الأمان الذي يمنع البلاد من الانحدار الى الفوضى ويكبح جماح الفصائل المسلحة المتحفزة والمحتقنة. وبما أن المشهد السياسي العراقي الحالي بالغ الغرابة والتعقيد, لكونه قد انبثق من ركام أنقاض نظام دكتاتوري بالغ القسوة والعنف, فمن الأفضل التلاحم بين كل المكونات العراقية وممثليها بعيدا عن هيمنة بعض التكتلات التي اعتلت رأس السلطة لسنين متتالية منصرمة, ولكونهم هواة سياسة فلم يفعلوا شيئا يذكر لتحقيق الحد الأدنى من مطالب ورغبات الشعب في الاستقرار ثم التطور والرخاء. ان السياسة والدين مقترنان غالبا ويوجه بعضهما الآخر.
ولكنهما دائما ينتجان الفرقة مع تعدد المذاهب الدينيه وتنوعها. فتصبح الفرقة أعتى حتى بين أبناء المذهب الواحد. لذا أنا أرى ضرورة الاستفادة من تجربة دول العالم الغربي الحر, التي بالرغم من كونها دولا مدنية الا أنها مسيحية الهوى. وبما أن دين الاسلام هو السائد في المجتمع العراقي, فلنستلهم أهدافنا الوطنية من تجارب دول العالم المتقدمة ومن تعاليم الدين الاسلامي السمحاء ما يثبت ويعزز أركان الدوله العراقية المدنية الحديثة لاسيما وأن جميع الديانات السماوية تنبع وتستنير من سراج واحد. لذا ومع تربص واستعار الأخطار, فنصيحتى لكل الأطراف السياسية المتناحرة هي الحوار والتشاور المثمر بعيدا عن لغة التصعيد والتجاهل والاقصاء, هديا واتباعا للآية الكريمة ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم – الأنفال46).