18 ديسمبر، 2024 6:56 م

الاعلام في خدمة توقير المرأة والرجل

الاعلام في خدمة توقير المرأة والرجل

دراسة حالة : سيسيولوجية التخاطب العربي اليومي
الفن كالدرما مثلا ليس هدفه فقط التسلية والترفيه والاستمتاع بوقت جميل ولكنه كالغذاء فيه الكثير من الفيتامينات التي تحفز الانسان لايجاد حلول للعلل الاجتماعية(ٍSocial Ills) التي ينبه عليها ويسوقه الى منطق الامور (Common) Sense) ويجدد رغباته على التغير الذي هو من طبع الانسان اجمالا .
الامرهنا يتعلق بالمناداة في الفعاليات الاجتماعية اليومية وخاصة عند ذكر اسماء الاسرة او الاقارب من الاناث واللجوء الى استخدام الكنيةاوالاسماء العامة او كلاهما وتوظيف الدراما التلفزيونية الى هذه الظاهرة.
من المحرمات في الاعراف الاجنماعية في المجتمعات العربية التقليدية تجنب استخدام اسماء العلم للاشحاص من الاناث واعتبار ذلك من النقائص تقريبا دائما. ومن محاسن الاعمال الدرامية التلفزيونية العربية الهادفة التركيز على هذه الظاهرة وعلى معاناة الذكور في هذا الميدان.
في احد هذه الاعمال ان رجلا اضطر الى ترك بلده وهاجر الى اوروبا لانه ذكر اسم امه المريضة عندما طلب ذلك منه موظف الاستقبال في احد المستفيات وسمعه عدد من الرجال الذين كانوا قي قاعة الانتظار وكان بينهم اشخاص يعرفونه ولكن كان لايعلم بوجودهم في قاعة الاستقبال. وهنا بدأت معاناته حيث بدا هؤلاء المعارف مزحا ينادونه باسم امه ( ابن فلانة ) وحتى عند عودة الرجل من الخارج بعد سنين تذكره بعضهم باسم امه قائلا له ( انت ابن فلانة) . اسلوب المناداة هذا في تقاليد المجتمعات العربية نقيصة من النقائص ومستفز للمشاعر.
هذا العمل الدرامي كان درسا في الكوميدا والسخرية من بعض العادات المتجذرةDeep- Rooted Customs)) في مجتمعاتنا .وهذا العمل الدرامي ايضا دعوة للتنبيه وللتغيير معا ولنقل للتنبيه في الوقت الحاضر لان التغيير يتطلب وقتا طويلا.
ويمكن تجنب كل هذه المعاناة باستخدام اسماء عامة محايدة في اللغة العربية ك( حاجة واستاذة وامي اختي….) اما الكنية فهي عبارة عن مصطلح مكون على الاغلب من احدى الكلمات الآتية أم او اب او ابن متبوع باسم علم ك( ابو عمار وام المعارك وابن الجوزي) وتستعمل بكثرة في التداول في المجتمعات العربية لتفادي انقطاع التواصل(Miscommunication ) ولتجنب الاهانة بوع او غير وعي.
بعض الاعمال الدرامية الكثيرة التي صيغت على هذا المنوال تضع يدها على الجرح كأن نتبه مثلا على التمسك بالابتعاد عن ذكر اسم الانثى في تجمع ذكوري واستبدال ذلك بكنية او بمفردات محايدة عامة حغاظا على كرامة وشرف المراة كما هو الظن وتماشيا مع الاعراف والتقاليد. ولنبقى في هذا المدار ونقول في المجتمعات العربية والاسلامية حيث ينادون المراة مثلا ينادونها في كل التجمعات باسم مولودها الاكبر اذا كان انثى ينادونها مؤقتا باسم الانثى مسبوقا بكلمة ام ك ( أم فاطمة ) ويستيدل باسم الذكر عندما تلد ذكرا ( أم محمد).
اما بالنسبة للرجل فينادونه في كل التجمعات باسم مولوده الاكبر( ذكرا ام انثى) في انتظار ولادة الذكرويتم الاستبدال كما هو الحال مع الزوجة ولكن في هذه الحال وجوب الاستبدال في حال ولادة الذكر بالنسبة للرجل لا مناص.
خلاصة القول وسائل الاعلام المسموعة والمرئية يمكن ان توظف للتنبيه و وتوقير الرجل والمراة على المدى القصير وتوظف للتغيير وبناء المجتمعات على المدى الطويل.