يبدو ان مهمة البعض تزريق وجه اميركا القبيح من خلال تسويق ادعاءات مسؤوليها عن نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان ومساعدة الشعوب خاصة في مايسمى بالعالم الثالث ومن ضمنه الوطن العربي في تحقيق نهضة اقتصادية وتنمية وعمران ..ان سياسة الادارة الاميركية منذ نشأتها الى اليوم اسود ومليء بالجرائم واحتلال البلدان ونهب ثرواتها وربما موقفها المخزي في دعم الكيان الصهيوني ومساهمتها معه في حرب الابادة الجماعية للفلسطينيين مثال واضح عن كذب شعاراتها عن حقوق الانسان كما ان ممارستها العنف والقمع المفرط ضد المتظاهرين في جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات الاميركية يؤكد زيف الديمقراطية التي تطبل لها .. وما حصل في العراق منذ احتلاله في نيسان 2003 وما يحصل فيه الى اليوم واشاعة سلطة الاحتلال في العراق مفاهيم المحاصصة والطائفية والفساد السياسي وما نتج عنه من فساد مالي واداري دفع عدد غير قليل ممن ايدوا الاحتلال متوهمين تحقيق الديمقراطية الى الندم عن مواقفهم واعترافهم بالخطأ الكارثي الذي اوقعوا انفسهم فيه .. ويبدو ان الادارة الاميركية وبرغم الكوارث التي حلت بالعراق منذ الاحتلال مصرة على منهج الكذب والزيف والتضليل ، فتقوم بارسال مسؤولين يحملون عناوين براقة ومنها على سبيل المثال لا الحصروكيلة وزير الخارجية للامن المدني والديمقراطية وحقوق الانسان عزرا زيا التي تقوم بزيارة العراق حالياً والتي قالت في حوار معها اجرته صحيفة المدى ان هدف زيارتها ( تعزيز الديمقراطية وحماية حقوق الانسان ودعم النازحين والمهجرين ) ..واستمرت وكيلة وزير الخارجية بالحديث عن سعي الولايات المتحدة الاميركية لبناء نموذج ديمقراطي في العراق وتحقيق الاستقرار مختتمة حديثها بتأ كيد ” اهمية الشراكة الامريكية الشاملة التي تتجه نحوالايجابية لتطوير الوضع الاقتصادي وتوفير فرص عمل اكثر للشباب .. “.
حديث وكيلة وزير الخارجية الامريكي جميل ، غير انه بعيد عن الواقع ولايغيب عن المسؤولة الاميركية حقيقة الازمات التي نعيشها في العراق وهي ازمات تتحمل الادارة الاميركية مسؤوليتها المباشرة عندما تعمدت وبقصد تسليم السلطة الى عناصر اوكلت لهم مهمة التخريب وهذا ما يعترف به باستمرار عدد من سياسيي الصدفة ونواب من بينهم محمود المشهداني الذي قال بصريح العبارة ان مهمتنا كسياسيي التفليش !! ولانظن ان المسؤولة الاميركية وغيرها من مسؤولي الادارة الاميركية يعرفون جيداً انهم ومنذ تشكيل مجلس الحكم على وفق المحاصصة قتلوا اي توجه للديمقراطية .. والادارة الاميركية نفسها هي من شرعنت الفساد الذي توغل وانتشر في كل مفاصل الدولة افقياً وعمودياً وهي نفسها وبارداتها اشاعت الفوضى فصار العراق بلا قانون وبلا امن ولا امان تتحكم فيه الميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة .. فعن اي استثمار تتحدثين واية ديمقراطية تعززين واي امن تشجعون .. سيدتي فاقد الشيء لايعطيه وانتم فقدتم كادارة اميركية كل مصداقية بل انكم كنظام اعداء الديمقراطية والانسانية ..فكفاكم كذب وتزييف وتضليل و انكشفت الاعيبكم .