22 نوفمبر، 2024 8:16 م
Search
Close this search box.

الإنقسام والتبعية ومجتمعات سبية!!

الإنقسام والتبعية ومجتمعات سبية!!

الإنقسام والتبعية آفتان تفتكان بالمجتمعات , فأي مجتمع ينقسم أبناؤه يتحول إلى هدف , وفقا لقوانين شريعة الغاب الفاعلة بين الدول , وطبقا لقاعدة الأواني المستطرقة ’, فلو تقسّم المجتمع الصيني لغزته اليابان فورا , ولو تقسّم أي مجتمع آخر فأن جيرانه ستنبعج فيه.
فالوحوش في الغابة تحذر القطيع المتماسك , لكنها تعيث فتكا بالقطيع المتشتت المنقسم , ولهذا يتماسك القطيع أمام التحديات التي تواجهه.
وبعض المجتمعات منقسمة بآلية إنشطارية مروعة , مما يحتم عليها التبعية والإنضواء تحت ألوية القوى المنبعجة فيها , ولا يعنيها أن تكون ذات قيمة وسيادة وقدرة على تقرير المصير , لأن القوى الفاعلة فيها تهتم بمصالحها وتسخرها لتأمينها , وتؤلب المنقسمين ضد بعضهم فتدمر البلاد وتستنزف طاقات العباد من أجل مصالحها وتعاظم دورها في إمتلاك البلاد.
وسبب الإنقسام في أي مجتمع غياب الدستور الوطني والقيادة الوطنية والعقيدة الوطنية والخطاب الوطني , والإنحدار نحو التحزبية والمذهبية والفئوية وتعزيز الطائفية , وإسقاط الراية الجامعة والمصالح المشتركة , وفقدان القائد الوطني المانع للإنقسامات.
إن المجتمعات القوية المعاصرة والغابرة أدركت معنى التماسك المجتمعي , والضرورة المصيرية لتنمية روح التآصر والتواصل الإنساني ما بين المواطنين , ووفقا لهذه المبادئ السامية العريقة إنطلقت الأمم في مسيراتها الحضارية.
إن القول بالقوة والخروج من مأزق الذل والهوان وإعادة السيادة وترميم الكيان , لن يتحقق بغياب الروح الوطنية والقدرة على توحيد الخطاب , والإنطلاق بالحالة إلى آفاق الألفة والمحبة الوطنية والصدق والإيمان بإرادة الشعب وقيمة الإنسان , وهذا يحتاج لقيادة ذات قدرة على لم الشمل وتأمين وطنية الخطاب وتعزيز السلوك الوطني السليم.
فهل من عقل وطني وروح جامعة مانعة للتبعية والهوان؟!!

أحدث المقالات