19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

الإنحطاط من المصطلحات التي تم تمريرها على الأجيال , وإيهامها بأن عليها أن تمعن بالتدثر بدواعيه , فتجد النخب برعت في الكتابة عنه حتى ترسخ في الوعي الجمعي , ومن الصعب إقتلاعه حتى من عقل النخب , فتراهم يضللوننا بأن الأمة تعيش في المستنقع منذ سقوط بغداد عام (1258) ميلادية , وعلى مر العصور التي هيمنت فيها الدولة العثمانية.
وإن الأمة إنقطعت عن تأريخها لعدة قرون , وغير ذلك من إبداعات الهذيان والبهتان.
فهل كانت أمم الأرض تعيش “فوق النخل” , وفي القمم وأمة العرب في الوديان؟
الأمم التي تألقت , كانت في الحضيض حتى منتصف القرن العشرين , أنظروا الصين والكوريتين والكونغو ودول شرق أسيا والعديد من الأمم الأخرى.
فلم تكن أحسن حالا من أمة العرب , بل أن عددا من دولنا كانت متقدمة عليها بأشواط.
فمعظم الأمم التي تكوّنت وإرتقت كانت أمة العرب أحسن حالا منها في منتصف القرن العشرين.
فلماذا نكرر كلمة إنحطاط في كتاباتنا؟
يبدو أنها من أدوات الحرب النفسية التي تستهدف إرادة الأمة وتطلعات أجيالها , لتغرس فيهم ما يقددهم ويفرغهم من طاقات الصيرورة والإنطلاق.
فلكي تفترس أمة عليك بتخميد أنفاس أجيالها , وإلهائهم بما يبدد قدراتهم.
ومن المحزن أن تساهم نخب الأمة بترويج للمصطلحات المستوردة أو المصدَّرة بالمجان للأمة.
فالمطلوب الحذر من مفردات التدمير الشامل المبثوثة في أرجاء الوعي الجمعي , وعلى الجميع الإعتصام بإرادة الكلمة الطيبة , وإنتقاء المفردات الإيجابية المعززة للثقة والقدرة على الكينونة الأرقى , فعندما نكون إيجابيين سنتحقق!!
د-صادق السامرائي