22 ديسمبر، 2024 2:46 م

الإسلام والإسلامية!!

الإسلام والإسلامية!!

الإسلامية مصطلح لا يعرف الإسلام , فصفة إسلامية صارت تطلق على أحزاب وحركات وعصابات وفئات ومجاميع وتنظيمات ترتدي جبة الإسلامية , وعندما تفتش عن الإسلام فيها لا تجد له أثرا ولا دورا ولا قيمة ومعنى , لكنها تُسمى إسلامية!!

فلماذا أصبحت الإسلامية ماركة مسجلة بإسم الإسلام؟!

يبدو أن العرب المسلمين قد أسهموا في هذا الدور , لفقدان التعبير العملي الصائب عن الإسلام , فقد تعددت المذاهب والمشارب وكل منها يدّعي الإسلام الصحيح وينكر على غيره إسلامه , فلكي تؤكد ما تراه عليك أن تلغي الآخر من حولك وقربك.

وتناسى العرب أساليب التعايش تحت خيمة الإسلام الجامعة المانعة , والتي يفقد كلٌ قيمته وإسمه ودوره إذا إنتفى الإسلام بجوهر معانية ومبادئه وقيمه وأخلاقه , وهذا ما يحصل في الواقع المعاصر الذي تشرذم فيه المسلمون وأصبحوا أعداء بعضهم , وأنكروا أن الواقع الإدراكي لكل منهم صائب يحتمل الخطأ وخاطئ ويحتمل الصواب , وعليهم أن يكونوا أمة واحدة لا شراذم متعددة.

وهذا النهج جعل الآخرين لا يعرفون الإسلام , وإنما المجاميع التي تسمي نفسها إسلامية , ولكل منها توصيفاته وتحديداته لمعنى “إسلامية” , والإسلامية نهج سياسي وليس ديني , بل إنها تميل إلى العنف والإجرام وترسيخ مبادئ وقيم منحرفة تفرضها بقوة السلاح والنار , ولا تمت بصلة للإسلام , لكنها تسمى إسلامية , وكأنها تغتال الإسلام وتغتصب إسمه وتمتهنه وتشوهه وتعادية , وترديه قتيلا في الواقع الإعلامي والسياسي والحياتي , وتؤلب الدنيا على ما يرتبط بالإسلام , بسبب ما تقدمه من تشويهاتوتفاعلات ذات تداعيات سلبية وتدميرية خطيرة.

الإسلامية أخذت معاني العنصرية والطائفية وغيرها , وتحولت إلى أحزاب شيفونية وحركات ديماغوجية تسعى لمحاق الآخر , وفرض تصوراتها على واقع لا يقبل بها , ولا يتفاعل معها ويرعاها.

الإسلامية مرّغت الإسلام بالآثام , وقبّحت وجهه وأدخلته في عصور الظلمات , التي جاء ليُخرج الناس منها ويمنحهم نعيم النور , ورحمة الأريج الإنساني المطلق الفواح.

ويقف العرب بسبب الحركات والأحزاب (الإسلامية) على شفا منحدرات مصيرية خطيرة , قد تأخذهم إلى جحيمات مروعة ذات نتائج ضارة بالعديد من الأجيال القادمة , ولا يمكنهم الخروج من  المأزق المصيري إلا بالرجوع إلى جوهر الدين ومبادئه البسيطة السمحة , بعيدا عن ويلات التحزبات والسياسات المرسومة لتحقيق مصالح الآخرين.

فهل سنعود للإسلام أم سنسقط في الحفر الإسلامية؟!!