22 ديسمبر، 2024 2:03 م

غِمْر: جاهل لم يجرب الأمور.
الإستعمار: القوة الأجنبية المستعمرة لبلد ما , تحتله بالسلاح والقهر والقوة , وتخضعه لسلطانها السياسي والإقتصادي.
والإستغمار حالة متطورة من الإستعمار , تتحقق بمساندة الأغمار السذجة المجردين من التجربة والخبرة , وإيهامهم بأنهم القادة الأفذاذ القادرون على حكم البلاد والعباد , فيتم دعمهم بالمال والسلاح ووسائل الإعلام , وإحاطتهم بما يوهمهم بأنهم قادة نادرون , وعلى أبناء مجتمعهم يتسيّدون , وبيدهم تقرير المصير , فهم الملوك والقادة والرؤساء والحكام الخالدون في ضمير الشعب والتأريخ , وعليهم أن ينفذوا ما يؤمَرون به , ويخنعون ويتبعون لأسيادهم , الذين جلبوهم من الحضيض ووضعوهم فوق المنارة!!
وبعض المجتمعات تعيش مرحلة الإستغمار , إذ يتولى أمرها بين فترة وأخرى الأغمار من أبنائها , الذين حالما يكتسبوا خبرة ويتعلموا مهارات الحكم وآليات التفاعل مع الآخرين , يتم إستبدالهم بأغمار جدد وتعاد الكرة مرارا , فلا تتقدم المجتمعات بل تتمحن وتهون , وتبقى مستلبة الإرادة والمصير.
وهذا واضح في بعض المجتمعات التي كانت تنعم بحكومات رشيدة , فتم إسقاطها بإنقلابات عسكرية وجيئ بالعسكريين الذين أوهِموا بأنهم ساسة وقادة , فأوصلوا بلدانهم إلى قيعان الوجيع.
ولا يزال الإستغمار فاعل فيها ومدمر لوجودها الحضاري المعاصر.
ولن تنجوَ وتتحرر من الإستعباد إن لم تتعلم كيف تولي عليها مَن هم أهل للمسؤولية , ويتمتعون بكفاءات قيادية ووطنية مشهودة.
أما إذا بقيت تدور في حلقة مفرغة من الإنقلابات والتصارعات , فأنها لن تجني إلا الخشيل.
ومن المؤكد أن للمصالح أجنداتها التي تفرضها على المجتمعات المُستهدفة , لكن المصالح الوطنية يجب أن تتقدم على جميع المصالح , وأن يعتصم أبناء المجتمع بها , ويحافظون على سلامتها وقدرتها على التواصل مع الأجيال , لكي تتمكن من تحقيق إرادتها وتعزيز كينونتها.
فهل من غيرة وطنية ذات راية واحدة؟!!