22 ديسمبر، 2024 3:18 م

الإستعمار المباشر مكلف ويستهلك وقتا وطاقات , وبعد الحرب العالمية الأولى , وخصوصا في نهاية العقد الأول من القرن والعشرين , توصلت القوى المعروفة إلى ما يسمى بالإستعمار غير المباشر , الذي تطور بعد الحرب العالمية الثانية ليكون إستعمارا ذاتيا.
أي أن الدول المُستهدفة تقام فيها أنظمة حكم تؤمِّن إنسياب ثروات بلدانها إلى الدول المتحكمة بها.
ولهذا نجد الأنظمة لا تستثمر في مجتمعاتها , وإنما تضع ثرواتها في بنوك تلك الدول , التي ستجد ما يبرر الإستحواذ عليها , وبهذه الطريقة ذهبت مئات المليارات للدول التي تسمي نفسها ديمقراطية ى,وما تأخذه من الدول المغلوبة على أمرها بأنظمة حكمها لا يمكن تصديقه أو تخيله.
فثروات البلدان المُبتلاة بأنظمة حكم الإستعمار الذاتي , تُهدر بشراء الأسلحة المنتهية الصلاحية , ويتم تجميدها في البنوك إلى حين تجد الفرصة لأخذها.
ولو بحثتم في عدد المليارات المنهوبة , لأصابتكم الدهشة والذهول.
إنها مئات الملايين تذهب إلى تلك الدول , ومن لا يفعلها لا يستمر في الحكم لأسبوع.
هذه حقيقة مغيبة ومطموسة , تفسر لماذا الثراء فاحش للبعض , والفقر المدقع للكثرة , في المجتمعات التي تحسب ثرية وفقا لأبسط التقديرات.
ثرية بالإسم أو على الورق , وأرصدتها في دول أسياد أنظمة حكمها , وشعوبها تعاني من الحرمان من أبسط حقوق الإنسان , وهذه الأنظمة الحاكمة تُشَجَع على الفساد , وسرقة المال العام , وتقدير الرذيلة وإحتقار الفضيلة , ونشر ما يلهي الناس ببعضهم , ويمنعهم من المطالبة بحقوقهم , ولهذا أصبحت الديمقراطيات وبالا عليهم.
إنه الإستعمار الذاتي الذي يقوم بتنفيذه أبناء المجتمعات المُستهدفة من أجل البقاء في السلطة إلى حين!!