“وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”
التعاون: التآزر
الإحسان:فعل الخير
العدوان: فعل الشر
البشرية على شفا حفرة من الوعيد الجهنمي المستقيد , وعليها أن تتخذ قرارات حاسمة وغير مسبوقة للحيلولة دون السقوط في ذلك الجحيم المتربص بها.
فالأرض ما عادت قادرة على إستيعاب الأعداد الهائلة من البشر , ويبدو أن قدرتها محدودة , وربما تكفي لأربعة بلايين أو أقل من ذلك , وأي زيادة في العدد يتسبب بتداعيات بيئية وبايولوجية خطيرة , تستعيد الأرض بموجبها قدراتها على التوطين والإعالة بكفاءة ودون إضرار بها.
وهذا يعني أن من الواجب أن يتم تحديد النسل في جميع المجتمعات وبلا إستثناء , وأن تبقى نسبة الوفيات أعلى من نسبة الولادات لبضعة عقود , لتحقيق الحياة الأفضل.
ولا يمكن حل المشكلة بالحروب الهوجاء القاضية بإبادة البشر بسرعة , بواسطة الأسلحة الشديدة الدمار بأنواعها , التي لا تخطر على بال المجانين , فالقول بالحرب والإعداد لها , والتحضير لمنازلات مأساوية في المرحلة القادمة التي ستلي عصر كورونا , نوع من الإنتحار والتدمير الفتاك , والذي لا تسمح به الأرض , مما يعني أن الكورونا ربما سيتواصل ولن يغادر سوح البشرية , حتى تقتنع الأرض بأنه قد أنجز هدفه.
أي أن البشرية أمام خيارات صعبة , وأقلها خطورة أن تتعهد بتحديد النسل , وتحمي النوع البشري من الإنقراض بما يملكه من أسلحة دمار فائقة المحق والإفناء.
ويبدو أن التعادي ما بين القوى بات من الأخطار المرعبة , وعليها أن تغير نهجها وتميل إلى التعاون والتفاعل الجماعي للحفاظ على سلامة الجميع , ورفاهيتهم وسعادتهم الأرضية.
فبدلا من التقاتل والتنافس , على القوى الكبرى أن تتخذ سبل التعاون والتفاعل الإيجابي منهجا في القرن الحادي والعشرين.
فالتنظير والتطبيل لحرب ما بين الصين ومحورها وأمريكا ومحورها , سلوك عدواني إنتحاري فظيع النتائج والمعطيات , ومن الأحرى أن يفكر الداعون إلى الحرب بآليات التعاون والتقارب والتآلف ما بين الأجناس البشرية.
ومن الضروري أن يفكر القادة والمصلحون بمعاني الإحسان , والحفاظ على حقوق الحياة للمخلوقات كافة , لأنه من ضرورات إدامة بيئة صالحة للحياة السليمة.
فهل للقوى الكبرى أن ترعوي وتثوب إلى رشدها , وترفع رايات التعاون والأخوة الإنسانية , بدلا من التصريحات العدوانية؟!!
وإنّ الإحسان خيرٌ من العدوان!!