23 ديسمبر، 2024 1:14 ص

الإحتلال المتبادل!!

الإحتلال المتبادل!!

الإحتلال وسيلة مباشرة لتأمين المصالح وإمتصاص ثروات وطاقات البلد المُستهدف , وعندما تتكالب عدة قوى على بلد واحد , فأنها تتفاهم فيما بينها لضمان مصالحها وأخذ حصصها منه.
فهناك تفاهمات خفية بينها , وفي بعض الأوطان المرهونة بأكثر من إحتلال , بدأت القوى المحتلة بالتعاون لتبادل الأدوار , وتظهر في الإعلام على أنها تتعادى وضد بعضها , والواقع يشير إلى أنها تؤكد مصالحها وتتكافل , وتتعاون ضد البلد المرهون بإحتلالها والمحكوم بأدواتها.
وبعض القوى المحتلة تدّعي بأنها ستغادر هذا البلد أو ذاك , وتعمل في الخفاء لتسليم راية الإحتلال المباشر للقوة التي تعاونت معها ومهدت لها سبل ما تريد.
ويبدو أن الأمم المتحدة ستجد المعاذير والتبريرات , لإعطاء تلك القوة أو غيرها التفويض بإحتلال دول في المنطقة , لأنها دول فاشلة عاجزة عن تأمين الحاجات الأساسية لمواطنيها , وأنها ترزخ في مستنقعات الفساد.
وعليه فأن من الأصلح لمواطنيها أن يتحقق إحتلالها من قبل قوة إقليمية , لها طموحاتها ومشاريعها فيها , ولها أدواتها وقدراتها اللازمة لبسط إرادتها على البلاد والعباد.
وهذا الأمر ليس ببعيد , فمفهوم الدولة الفاشلة يعني أن على قوة أخرى أن تدير أمرها وتقبض على مصيرها.
فالواقع يشير إلى أن القوة المعنية بالأمر , ستكون معزَّزة من قبل قوى كبرى , لأنها الوسيلة الأكثر ربحية في المحافظة على المصالح والمزاعم , للقِوى الطامعة بالمنطقة بأنواعها ومناحيها ومشاربها.
وهكذا فأن النصف الثاني من من النصف الأول من القرن الحادي والعشرين , سيتسم بهيمنة قوة إقليمية , وفرض سطوتها وإعلان إمبراطوريتها , وربما سيكون لها دور لتأسيس حالة تخدم إرادة الحالمين بإمتلاك أرض العرب.
فهل أدرك العرب أنهم في غفلة يعمهون , ومن الضلال والبهتان يشربون؟!!
وأنهم كالعميان إلى سقر يتوافدون!!!