الإحباط: شعور بالحزن واليأس والعجز نتيجة الفشل في تحقيق هدف كان يُرجى تحقيقه.
والإحباطية سلوك يدعو لإشاعة الحزن واليأس , وتفريغ المجتمع من قدرات التحدي والإصرار العزوم على الكينونة المطلوبة , المتوافقة مع ما فيه من القدرات والطاقات.
والموجع في الأمر , أن أقلام الأمة التي عليها أن تكون معبأة بالتفاؤل والتحدي والإقدام , أخذت تكتب بمداد الإحباط , وتجتهد بإشاعة اليأس والقنوط في الوعي الجمعي.
أقلام لا تكتب عن الحاضر بوعي وإدراك , ولا تتناول المستقبل كهدف علينا أن نسعى من أجله , وإنما تمعن في الغرق في أوحال الماضيات , وأطيان الغابرات , وتحسب الأمة جثة هامدة , ولا حياة فيها لمن تنادي , وهذا هدف مرسوم بآلية تفاعلية للنيل من وجودها وتعطيل قدراتها الحضارية والإنسانية.
ولهذا تجد ما يُنشر في وسائل الإعلام لا يشبة ما تنشره وسائل إعلام أمم وشعوب أخرى , تتغنى بحاضرها وتستعد لبناء مستقبلها.
وهنا نتساءل:
لماذا تكتب هذه الأقلام؟
هل أنها تتكسب وتقبض أثمانا على ما تنشره؟
هل هي بلا ضمير ولا أمانة إنسانية ووطنية؟
إن الأمر لمحير وعجيب , ويتطلب وقفة عزومة وإرادة يقظوية تنبيهية للوصول إلى تعبيد سبل النجاة من هذه الهجمات الغادرة على الحياة , الموشحة بالدجل والضلال المقيت.
لماذا تكتبون أيها السادة , إذا أنتم تساهمون في تدمير وجود أمة وتمزيق شعب؟
لماذا تستحضرون المفردات السلبية وتضعونها في عبارات ذات تأثيرات إنفعالية وعاطفية سيئة؟
بل بصورة عامة لماذا لاتكسروا أقلامكم فتريحون الدنيا من آثامكم؟
إنها تساؤلات أمام أعين الذين يدينون بالكلمة الخبيثة , ويجيدون التعبير عن الرذيلة , ويوهمون الناس بأنها جوهر الفضيلة!!
فهل سيصمتون؟!!