23 ديسمبر، 2024 3:59 ص

الكاتب عباس محمود العقاد لديه كتاب يبرهن به على أن التفكير فريضة وفقا لما جاء بآيات القرآن , ومنه فأن الإبداع فريضة , لأن الذي يفكر يُبدع , وعندما يعمل العقل يكون الإبداع.
ومن الواضح أن فقهاء الكراسي وعلى مرّ العصور ينغمسون بتعطيل عقول الناس , ودفعهم إلى أصفاد السمع والطاعة ومشتقاتها , التي يموجبها يتحقق تأمين السلطة والسلطان , ولهذا فأن الفقهاء يُستخدمون للسيطرة على الناس وترتيعهم في مرابع السلطة , وتبرير مآثمها ومظالمها , بما يحلو لهم من الدجل والبهتان.
ووفقا لهذا فأن فقهاء الكراسي من ألد أعداء إعمال العقل , ومن المناوئين للمبدعين والمناهضين لأي قول يخالف قولهم , لأن في ذلك زعزعة لمقامهم وتهديد لمغانمهم.
فهم يجتهدون في قتل الإبداع , والمبدعين , والشواهد على ذلك عديدة ومتكررة إلى يومنا الحاضر , لأنهم يعتبرونهم يشكلون خطرا وخيما عليهم , وما أسهل أن يتمشدقوا بفتاواهم الجائرة للنيل من المبدعين والمفكرين.
ومن عجائب واقع الإسلام أنه دين يحث على إعمال العقل والتفكير والإبداع , ويظهر فيه من يضع العمامة على رأسه ويطلق لحيته , ويتمنطق بغير ذلك ويأتي بما يساند ضرورة تمويت العقل , وتأجيج العواطف والإنفعالات , وزجر الناس ببعضهم وتحليل التلاحي والتصارع الدامي بينهم.
وعندما تنهض بعض العقول لمواجهة الدجل والتضليل , تسعى العمائم لإتهامها بالكفر والخروج عن الملة وبالردة والزندقة , وما يحلو لها من توصيفات السوء والبغضاء , لتسويغ إبادتها من قبل الرعاع القابع في أحضان الخارجين عن جوهر الدين.
وما هي إلا عمائم مُضللة ولحى منافقة تدين بالأفك والفساد وبضاعتها الدجل والمتاجرة بالدين , ولهذا فأن الفساد يزداد بتزايدها , والأخلاق تضيع بتكاثرها , وهذا ما هو واضح في البلدان التي توثبت فيها العمائم على الكراسي.
ولا يمكن لمجتمعات مرهونة بالعمائم الفاسدة أن تتقدم وترى نور الإبداع والحياة الحرة الكريمة , لأنها مُستعبَدة ومكبلة بأضاليل الذين يحسبون أبناءها أرقاما , وما فيها غنائم لهم , ومن حقهم الشرعي الإستحواذ على ما تقع عليه أياديهم الآثمة.
فهل من دين قويم وإبداع سليم؟!!