في الأول من أيار تحتفل الطبقة العاملة في جميع أنحاء العالم بعيدها الأممي بهدف رفع جاهزية العمال والأجيرين للذود عن حقوقهم المسلوبة ، وإحياءً لشهداء العمل والكدح والتضحية ، الذي سقطوا في معارك الكفاح والنضال الطبقي دفاعاً عن الحقوق الطبقية والمعيشية العادلة ، ومن اجل تحسين ظروف الشغيلة وتخفيض ساعات العمل إلى ثمانٍ ساعات . وكذلك تأكيداً على دور الطبقة العاملة التاريخي بوصفها الطبقة الأكثر ثورية في المجتمع ، وطليعة الجماهير الشعبية المؤهلة لقيادة مسيرة التغيير والبناء والتحول الاجتماعي النوعي والتقدم الحضاري ، وصانعة المستقبل ، الجديرة ببناء العالم الإنساني الجديد ، وتأسيس المجتمع التقدمي المتحرر، الخالي من الفوارق الطبقية والاستغلال والاضطهاد والعبودية واستلاب الإنسان ، مجتمع الحرية والعدالة والمساواة والاستقرار والتقدم في شتى الميادين ومجالات الحياة.
إن أول أيار هو رمز للتضامن العمالي الأممي ، ورمز لكفاح العمال والشغيلة وكل الكادحين والمسحوقين الدؤوب المثابر والعنيد ضد كل أشكال وصنوف القهر والاستغلال الفاحش والظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، ولأجل التحرر والبناء والقضاء على استغلال الإنسان . وقد استطاعت الطبقة العاملة عبر سلسلة نضالاتها ومعاركها العمالية الثورية انتزاع هذا العيد، وإضفاء الطابع الشرعي عليه .
وأول أيار بكل معانيه السامية ، هو مناسبة لتجديد العهد حفاظاً على قيم الثورة الطبقية الحمراء ، التي فجرها البلاشفة بقيادة فلاديمير ايلتش لينين ، والتأكيد على ضرورة وأهمية تلاحم ووحدة الحركات والنقابات العمالية ، ولذلك فمن المهم بهذه المناسبة النضالية التاريخية ، التي استمدت عظمتها من عظمة الطبقة العاملة ، وفي ظروف استفحال الفقر وتفاقم البطالة واستشراس البرجوازيات على حقوق العمال وتشديد قبضة الاستغلال حول أعناقهم ، من المهم رفع شعارات وحدة العمال والشغيلة والمثقفين الثوريين ، ووحدة المنظمات المهنية والنقابات العمالية في البلدان العربية والعالم بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص ، عبر تكاتف كل الجهود والطاقات ، التي تخدم مصالح الكادحين والطبقات المسحوقة المهمشة ، ومصالح الإنسان الفلسطيني القومية داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وقطاع غزة .
فالطبقة العاملة الفلسطينية ، التي سطرت صفحات مشرقة ومضيئة في التاريخ الكفاحي البشري ، لا يمكنها القبول بالانقسام والتشرذم داخل صفوفها ، ولن ترحم محاولات تكريس الشرخ والانشقاق في الحركة الوطنية الفلسطينية ، لتحقيق
مآرب شخصية وذاتية وأهداف ضيقة على حساب طبقتنا العاملة وقضيتنا الوطنية المقدسة .
فتحياتنا لعمال وكادحي فلسطين في جميع أماكن تواجدهم على طريق إحقاق الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا الفلسطيني ، وتحية إكبار لعمال الوطن العربي في كفاحهم من اجل البناء والتغيير والتحرر من نير التبعية والرجعية والاستعمار ، وتحية لعمال العالم اجمع في عيدهم الأممي ونضالهم الشرس في سبيل بناء صرح مجتمع العدل والمساواة ، وإنهاء كل مظاهر الفقر والجهل والتخلف ، والقضاء على صور الاستغلال الطبقي والقهر القومي وصولاً إلى مجتمع إنساني يجمع كل مظاهر الرقي الحضاري المتمدن ، ولتبق رايات أيار خفاقة عالية ترفرف في سماء الكون .