دولة تحتل أرض شعب وتشرده أمام أنظار العالم , وهي مدعومة من دول أدعياء الأمر الواقع , ودولة تحتل جزءً من أراضي دولة أخرى , ويحسب ذلك ليس بواقع , وعليها أن تعيد ما إحتلته لكي تستتب الأمور , وتبدأ المحادثات.
فكيف يُفهم ما يحصل؟
يبدو أن الضعفاء عليهم أن يقبلوا بالأمر الواقع , والأقوياء واقعهم ليس بواقع , فالإفتراس ديدنهم ونهب ثروات الشعوب وتدمير دولها هدفهم , فهم يسرقون حقوق شعوب لتأمين الحياة المرفهة لشعوبهم.
لماذا لا يكون الواقع أمرا واقعا كما قد حصل؟
لماذا التفاعل برؤى المصالح العمياء الملثمة بالرغبات المسعورة؟
الأقوياء يفرضون إرادتهم والضعفاء يتنازلون عن إرادتهم!!
والمشكلة القائمة أنها ما عادت صراع بين أقوياء وضعفاء وإنما بين أقويا وأقوياء , ولكل منهم أمره الواقع الذي على القوى الأخرى أن تقتنع بأنه واقع.
فإلى أين ستسير الأمور؟
هل ستتماحق القوى؟
هل ستذعن بعضها لبعض , كما تذعن الذئاب لبعضها في ذروة تقاتلها؟
أبواب الإحتمالات مشرعة , ويبدو أن شريعة الغاب ستفضي إلى قوانين تصارع الذئاب في أحسن تقدير , أو إلى الإنقضاض على أسد يُراد له مغادرة القطيع , وقتل أبنائه وإنطلاق مجتمع متأسد جديد.
فهل ستقتل الأسود أسدا يزمجر بالوعيد؟
من الأجدى أن تتخذ من قانون تصارع الذئاب منهجا لها , لكي تبقى مملكة الغاب الدولية تمضي على نيران هادئة من التصارعات والحروب البينية , التي تديمها قوى على قوى بالوكالة.
أي أن قوانين الحرب الباردة التي سرت في القرن العشرين ستسري في القرن الحادي والعشرين , وفقا لما توفر من منظومات تفاعلية معاصرة , وقدرات تسليحية متطورة.
فهل ستنجو البشرية من كيد الأسود للأسود؟!!
د-صادق السامرائي