18 ديسمبر، 2024 10:19 م

القابض على وعي الأجيال والمهيمن على مداركهم , يتلخص بتعليق أسباب كل شيئ على “هو” المفترض , والذي إكتسب توصيفات متنوعة , ويأتي في مقدمتها المؤامرة.
وفي هذا التفاعل هروبية وتجرد من المسؤولية , وتوهم بأن الحياة فوق التراب تتميز بالتسامح والتتعبير عن المثل الإنسانية.
والحقيقة المريرة الفاعلة في العلاقات الدولية , أنها غابية الطباع وتتظاهر بما يبرر وحشيتها وإفتراسيتها القاسية , على انها تسعى لتأكيد المثل والقيم السامية.
الدول كافة تعنيها مصالحها , ويمكنها أن تفترس وتسخر أية دولة أخرى , وتدمرها من أجل تأكيد أهدافها ومراميها.
فهل وجدتم دولة لا تفكر بمصالحها غير دول أمتنا؟
ولماذا دول الأمة لا تملك سوى قول أن ما يحل بها بسبب الآخر!!
وما تساءلت عن إرادتها ومصالحها كيف تحققها.
دول الأمة تحارب مصالحها وتلوم غيرها , فتتقاتل وتعوّق مسيرتها , وتُصاب بأضرار فادحة وتتآمر على بعضها , وتلوم الآخر أو ما تسميه بالطرف الثالث الوهمي , أو المعلوم , الذي تهمه مصالحه ويستثمر في سلوك دول الأمة التي تخدمها.
أي أن دولنا توفر الفرص الثمينة للآخر , وتلقي باللائمة عليه , وما نظرت لما تقوم به من السيئات الضارة بوجودها.
وكلما زادت التفاعلات السلبية بين دول الأمة توافدت إليها القوى للنيل منها , لأنها تفتح منافذ واسعة لدخولها والترحيب بها لتكون مع هذه الدولة ضد أختها.
وهذه سذاجة سياسية وأمية حضارية , وجهل تفاعلي خسراني مروع , أكدته مسيرة القرن العشرين , فدول الأمة مجتمعة متحدّة تصنع أكبر قوة إقتصادية في الدنيا , غير أنها إختارت سبيل الخنوع والتبعية وتسليم تقرير مصيرها للآخرين.
وسيقول مَن يقول إنه الإستعمار , فهل وجدتم دولة قوية لم تستعمر دولا ضعيفة؟
إن القوة أيا كانت تسعى للتمدد , وتنبعج في المواطن الضعيفة التي تعجل إندفاعها نحوها!!
و”اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”!!
فهل تعرف مجتمعاتنا حبل الله؟!!
د-صادق السامرائي