17 نوفمبر، 2024 1:37 م
Search
Close this search box.

الأمة المرهونة بهوّ!!

الأمة المرهونة بهوّ!!

أمتنا وعلى مدى العقود وربما القرون , تتفاعل مع الدنيا من حولها وهي مرهونة بغيرها , ولا تعرف غير “هوّ”!
و”هوّ” , أية قوة تفكر بمصالحها وتسخر الأمة من محيطها إلى خليجها للعمل على تحقيقها , وتأمينها وحمايتها.
ويبدو أن أمتنا لا تفكر بمصالحها , وكأنها مجتمعات تتقاطع مع مصالحها في سلوكها , وتعيش حالة من التنافر الحضاري المروّع , الذي يتسبب بتداعيات مريرة وقاسية , في متواليات حسابية وهندسية لا تنتهي.

وكما هو معروف , فأن السياسة عبارة عن معادلات متفاعلة , وفيها عناصر داخلة وخارجة ومساعدة , وظروف فيزيائية لازمة للوصول إلى نتائج ما يحصل في الطرف الآخر من المعادلة ,
والعناصر الداخلة في معادلات التفاعلات السياسية تتبدل وكذلك العوامل الأخرى , لتأمين ما هو مطلوب.

وبعد أن تبدلت معادلة المنطقة وتغيرت ظروف تفاعلاتها , أخذنا نقرأ مقالات وتحليلات مضحكة مبكية , تتناول الأحداث وفقا لرؤية أن هذه الأمة رهينة المصالح الدولية والإقليمية , وكأنها بلا مصالح , ولا يشغلها إلا فض مشاكل وخلافات الذين ماتوا قبل عشرات القرون!

ومن العجب أن هذه الأمة تستلطف كونها رهينة , وتستنزف طاقاتها وثرواتها من أجل سعادة الآخرين , وتبرير تدمير بلادها وشعبها وقيمها وعمرانها وعقلها , وتأجيج إنفعالات القرون السالفة وتهويلها والتلهي بالصراعات الداخلية والحروب العشوائية الخالية من معايير الحكمة والرشاد.

فهل أن هذه الأمة مجنونة ؟
أم أنها تدّعي الجنون؟
إن ما يدور في واقعها ويُكتب في صحفها , ما هو إلا إضطرابات رؤى وتصورات وإنفعالات وأوهام , وأضاليل وخدع وتبريرات إنكارية وإسقاطية , وأكاذيب لا يقبلها ذو عقل في الدنيا المعاصرة , حتى ما عاد الآخرون يدركون مصيبة أمة تملك كل شيئ ولا تملك أي شيئ!!

ترى لماذا لا تفكر الأمة بمصالحها , ولا تثق بنفسها وشعبها , وتؤمن بوجودها الإنساني والحضاري, وتنطلق في مشاريع البناء الذاتي والموضوعي؟
لما تنشغل بمصالح غيرها؟
وتجد نفسها خائفة مرعوبة , كلما حقق الآخرون من حولها مصالحهم , وأثبتوا قيمتهم ودورهم؟
لماذا يا أصحاب الرأي والقلم؟

فالأمم المصالح ما وعيت , ولا تنفع الأخلاق إن لم تكن متصلة بالمصالح , فالدنيا أخذ وعطاء وليست عطاءً وحسب!
وأمتنا لا تفهم إلا بالتحول إلى قربان حضاري من أجل عيون الآخرين!
فهل من “بَسْ” أي خاتمة أو نهاية؟!
أ وهل ندري أنّ “لكل لعبة بَسْ”!!

أحدث المقالات