17 نوفمبر، 2024 1:52 م
Search
Close this search box.

الأمة المؤرهبة!!

الضعفاء يمكنهم أن يكونوا وفقا لإرادات الأقوياء , لأنهم من ممتلكاتهم بل وعبيدهم المسخرين لتنفيذ ما يرغبون ويريدون من المشاريع والأهداف والتطلعات.
والعرب أمة مستضعفة بالقياس إلى ما فيها وعندها من القدرات , التي تهدرها وتسخرها لإضعاف نفسها وتخريب دولها والنيل من مواطنيها.
ويبدو أن هذه الأمة المبتلاة بالكراسي الحمقاء الممعنة بالجهالة والغباء , قد تحولت إلى رقعة لألف لعبة ولعبة يقوم بها الأقوياء على أراضيها المستباحة الفاقدة لأبسط معايير السيادة والإنضباط.
واليوم تجدنا في مركز ألاعيب تهدف إلى أرهبة العرب بقضهم ونفيضهم , فكل ما يتصل بهم صار يعني الإرهاب , إبتداء من العروبة واللغة والدين وإنتهاء بمظهرهم وأحوالهم وما يحصل في ديارهم , والهدف أن يتحول ما هو عربي إلى إرهابي.
أي أن يكون هدفا للآخرين أيا كانوا , ما دام العرب قد أسهموا بوضع تاج الإرهاب على رؤوسهم , وصار ظلهم الإرهاب أينما أقاموا , وما يتصل بهم تفوح منه رائحة الإرهاب.
هذه اللعبة الخطيرة الفتاكة يسعى في ميادينها العرب وكأنهم منومون , وسكارى بما يُحشى في رؤوسهم من الأحابيل والأباطيل والأضاليل , التي تأخذهم إلى سقر وبئس المصير.
العرب شعوب وحكومات يترنحون في متاهات الألاعيب القاضية بتدميرهم وتخريب ديارهم , والنيل من ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم , والعازمة على دفعهم إلى أتون الحروب والصراعات الداخلية والإقليمية , القاضية بتمزيقهم وتفريقهم وتجويعهم وحرمانهم من الحياة.
ووفقا لأصول اللعبة تتحرك المسميات الإعتقادية بأنواعها , لتقوم بدورها السامي النبيل المقرون بربها الذي لا رب سواه , ودينها الذي هو الحق المبين وغيره كفر مهين , فعليها أن تتقاتل وتمحق بعضها , وأن تكون تابعة لقوى تستخردها وتستعملها لتنفيذ المهمات المطلوبة , وهي تضخها بما يوهمها بأنها على صراط قويم ومنهج مستقيم.
ويتحقق إقران قبيح بما يتصل بالأمة والأحداث المريرة التي تحصل على ترابها , فيقوم الإعلام الذي يستهدفها , بإقران الحالات السيئة بما هو عربي ويدين بالإسلام , حتى ترسخت صورة مأساوية في وعي المجتمعات الأخرى عن العرب والإسلام , ولا يمكن محوها أو تغييرها لأن آليات تعزيزها تتكرر وتتعاظم في بلاد العرب والمسلمين , وإذا تواصلت هذه السلوكيات التعزيزية فأن العرب خصوصا والمسلمين عموما سيكونون من المنبوذين في بقاع الدينا المختلفة.
قد يقول قائل أن في هذا إمعان باليأس والتطرف في القول , لكن الموضوع الذي مضي لعقود وتؤازره ماكنة إعلامية متطورة وتكرره ليل نهار , سيتنامى مع الزمن ويصبح حقيقة راسخة في أذهان الأجيال يصعب زعزعتها وتفنيدها.
وعليه فالمطلوب من العرب أن يستفيقوا من هذا الغي الرهيب وأن يتمسكوا بعروبتهم , ويعتصموا بحبل تفاعلاتهم الإيجابية ويستعينوا ببعضهم ويؤمنوا بقدراتهم المتكاملة , لصناعة الحالة التي تدحض الصور العدوانية للعرب والمسلمين.
فهل من إستفاقة يا أمة يتفكرون؟!!
مؤرهبة: من الإرهاب , أي تحويلها إلى أمة إرهابية.

أحدث المقالات