الذين لا يعرفون العقل الأقوى والسياسات الناجمة عنه , يتصرفون بإنعكاسية خطيرة تتسبب لهم بأضرار وتداعيات لا قِبل لهم بها , لكنهم يتوهمون القوة وهُمُ الضعفاء.
وبسبب عدم الفهم لعقلية الأقوياء وآلياتهم السلوكية أصابهم ما أصابهم من الشدائد والحروب والويلات المتفاقمات , وكلما أراد القوي أن يأخذهم إلى مدارات ذات قيمة ومنفعة متبادلة , أمعنوا بالتفاعل الجاهل , ودفعوا الأقوياء إلى تحقيق مصالحهم رغما عنهم وبخسائر مروعة تصيبهم.
فهم لا يخبرون مهارات الفوز أو الربح المتبادل , ويجيدون مهارات الخسران والهدر والخراب والدمار , وعدم الفهم الموضوعي والتقدير الواقعي للأمور والتطورات , والأمثلة لا تحصى ومتراكمة ومتجددة , وما تعلّموا منها درسا نافعا ومؤهلا للقوة والإقتدار.
وفي الوقت الحاضر يقوم الأقوياء بإعداد مشاريع وتصورات وبرامج لخدمة مصالحهم طبعا , وتحقيق مصالح المنطقة النسبية في ذات الوقت , لكن العديد من المسؤولين أخذوا يتصرفون بأساليب لا تخدم مصالحهم وتحقق مصالح الآخرين على حسابهم , أي أنهم لا يضعون مصالحهم أولا , ولا يمكنهم أن يستوعبوا هذه الرؤية التي يُراد لها أن تتأكد , فمن الصعب عليهم إدراك أن الدول والأوطان تضع مصالحها أولا وأولا , ولا قيمة ومعنى لأية حالة أخرى إذا تعارضت مع المصلحة الوطنية.
فالقِوى الكبرى في منطلقاتها الجديدة تريدهم فهم هذا الموضوع وإستيعابه , لأن الوقائع المتراكمة أثبتت لهم وبأدلة فادحة أنهم لا يفكرون بمصالحهم الوطنية , ويقدمون حالات أخرى مدمرة لها وقاضية عليها , وهم يحاولون إخراجهم من هذا المأزق الحضاري , لكنهم يعاندون ويتحدون , مما سيدفع بالقوى الكبرى مرة أخرى كما جرى مرارا في السابق , إلى العمل على طمرهم برؤاهم وتصوراتهم وتمهيد السبل للتعبير الفاجع عنها , وفقا لسياسات أقتلهم بما يريدون.
ويبدو أن فرصة ذهبية تسنح أمامهم وعليهم أن يستوعبوها ويغتنموها لا أن يركلونها ويعادونها , كما حصل سابقا في أكثر من دولة تساقطت وتبعثرت وصارت فريسة للأشرار والمتوحشين.
فالفرصة سانحة والمسؤولون مطالبون بالتروي والحلم وعدم النزوع للردود الإنعكاسية الإنفعالية , التي تدفع بالأقوياء إلى العمل بموجب ما يرونه من التفاعلات الساذجة , والعدوانية الفارغة التي تضرهم , وتساعد الطامعين فيهم على النيل منهم وتأكيد إفتراسهم ومحقهم , ودفعهم لتحقيق أهدافهم المسعورة بجهودهم , التي تؤهلها قدرات التضليل والتغرير لتجعلهم وقود سقر!!
فهل أدركوا حقيقة الواقع والوقائع أم أنهم يعمهون؟!!