23 ديسمبر، 2024 3:26 ص

الأقلام المسوَّقة والمغيبة!!

الأقلام المسوَّقة والمغيبة!!

الكراسي الفاعلة في أي مجتمع ترسم خارطة سريان الثقافة والمعرفة فيه , وبموجب هذه الهيمنة على مصير البلاد والعباد , يتحقق تسويق الأقلام المعززة للكراسي والمرددة لدعواتها , والمعبرة عن أغراضها ومراميها.
فالأقلام المسوَّقة إعلاميا هي لسان حال الكراسي أو أبواقها , أما الأقلام الحرة فأنها محاربة مغيبة , ومحاصرة من جميع الجهات , لأنها لا تكتب بأبجديات الكراسي , وتقول الحق والحقيقة , مما يتقاطع مع نوايا وتطلعات المتسلطين في أي مجتمع.
ومن المعروف على مر العصور أن الكراسي تسوِّق وتسوَّق من قبل أصحاب الثقافة والفكر , وفي هذا السلوك تعزيز متبادل وتكافل إغتنامي جزيل؟
فبوق الكرسي ينال التكريم , ويغنم الكثير من المال والجاه والسطوة والشهرة , وفي ذات الوقت يساهم في رفع شأن الكرسي وتبرير مظالمه ومآثمه وخطاياه.
وأبواق الكراسي متنوعة الأشكال والنوازع والدوافع , فلكل كرسي بوق معمم وأبواق إعلامية , فلكي تعيش بالقلم عليك أن تكون بوقا مرزوقا لكل مَن جار وظلم.
فالقلم الحر لا يُطعم , ويضع صاحبه في متاهات المقاساة والعناء الشديد.
وبأمر الحاجة ومحاولة البقاء تميل الأقلام نحو مقامات الكراسي , ولا يعنيها تراكم المآسي , بل المهم أن تمتلئ جيوبها بالمال المبذول على ما تبوح به من كلمات وعبارات مؤيدة لكل كرسي عنتيد.
وبسبب الأقلام المبوِّقة تعيش المجتمعات في قيعان الذل والهوان النكيد.
فهل من قدرة على التعبير الإنساني الوطني الحر؟!!