22 ديسمبر، 2024 6:11 م

الأسلامُ لمَن …؟ الدين لا يصنع دولة…بل يصنع عقيدة للقانون ..

الأسلامُ لمَن …؟ الدين لا يصنع دولة…بل يصنع عقيدة للقانون ..

علينا ان نعترف ..لم تعد النظرية الاسلامية اليوم نظرية دينية سياسية قابلة للأحياء والتطوروالتطبيق..ولم تعد نظريات الفقهاء المختلفة والمتخالفة تصلح لبناء دولة سياسية موحدة كما في اليابان والصين مثلا..بعد ان اصبحت أرائهم تكمن فيما طرحوه عقيدة قدسية للدين كأداة للسياسة حين حولوا قداسة النص الى قراءة حرفية وأنتقائية للكلام المنزل..فتحولت معتقداتهم الشخصية الوهمية الى دين..
من هنا لم يعد بأمكاننا تحديد طبيعة الأزمة السياسية التي يطرحها الدين اليوم من منظور فقهي مقدس يخالف نظرية صيرورة الزمن في التغيير بعد ان فقدت نظريته المتمثلة بالمذهبية المتناحرة كل أنسانية الأنسان في التطبيق ..لذا ظلت وستبقى طبيعة الأزمة غامضة لم نفهمها لا على مستوى السياسة ولا على مستوى الدين . ..وستبقى الفاجعة مستمرة بيننا ولا زالت… ؟ نقصد بين الاسلام الصحيح وبين ما تطرحه مذاهب فقهاء الدين.. اسلام كل الناس دون تمييز او تفريق، وأسلامهم الغريب عنا في العقيدة والتطبيق..فكيف وهم يرفعون شعار المذاهب في الاختلاف والتفريق. ..؟
يعتقد الغالبية من الباحثين في الشأن الاسلامي ان ألغاء الشورى وعدم العمل بثوابت النص المقدس هو السبب من معاناة المسلمين اليوم حين حل بواديهم الحكم الفردي الاستبدادي الذي شكل بؤرة الازمة السياسية الحالية ..اضافة الى انفراد وأختلاف اصحاب المذاهب في تفسير النص بما يوائم هواهم لخدمة السلطة لا الدين ، مما خلف نظرية جديدة في المجتمع الاسلامي منذ بداية الدعوة هي نظرية الخوف من الجهر بالحق التي ساندتها السلطة السياسية انسجاما وأتساقا في جعل الحكم دينيا بما يوافق هواهم.
لقد أثبتت النظرية التاريخية أنها ضد هذا التوجه في الدولة العربية الاسلامية التي عاشت على نمط معين طويل دون تغييريقرب من 656 عاماً،فلا الفردية ولاالقوة العسكرية والمالية ، ولا حركة التضليل الديني كانت اسبابا مقنعة لأستمرارها وتطورها..لان السبب الاساس يكمن في الفردية الرئاسية او ماسمي بالملك العضوض الذي تسانده القوة والمال والاتباع.
من هذا التوجه الخطر بقيت الفردية المغطاة بالشرعية الدينية المخترعة هي الأساس في قوتها حين ظلت تدور حول افكار او نتوءات دينية دخلت افكار العامة بأنها ألهية النص لا يجوز الأقتراب منها ، حتى بمرور الزمن اصبحت مقدسة لا يسمح بأختراقها فتجذرت كمرض سياسي مزمن في مجتمع الجهالة وقصر النظر..وبذلك اصبح معدل النقص يعلو على معدل قوة قناعة منطق القانون فبدأ التدهور في شكل تناقص مع الأسس التكوينية لمفردات الحكم..حتى شابها الأنهيار.. فالسقوط.
وبتطبيق نظرية “أولي الأمر” التي فسرت خطئاً كانت وما زالت هي العائق الاكبر في تجسيد شورى حكم الدولة حين ثبتها الفقهاء بعقول الناس خدمة للحاكم لا الدين :”أطيعوا الله والرسول واولي الأمر منكم ” طاعة نصية كطاعة النص والرسول فوقعوا في خطأ التقدير..حين لم يدركوا ان ألوا جمعا لا مفرد من جنسه..وأولوا ليس جمعا لولي ولا من مادته..هم المقدمون من الجماعة وهم ليسوا عليهم..وحين غاب هذا المعنى قالوا منا أمير ومنكم أمير..فدكوا اسفين خطأ التجربة التي ساندها الناس جهلا بتفسير النص خدمة للسلطة..فتعثرت التجربة منذ البداية التي قيدت حكم الدولة بما هو اليوم..من فردية ومذهبية قاتلة وعصبية قبلية مُفرقة ..وبمرور الزمن اصبحت عقيدة .
وهكذا بدأت الفردية تتحكم في النفوس حين اصبحت بنظرهم مقدسة “أنما أنا سلطان الله في أرضه ..أطيعوني ما أطعت الله” حتى ظهرت فيما بعد دراسات نسفت هذا التصور بعد ان اعتبرته مرضا دخل المجتمع لابد من ازالته وعدم نقله الى حالة التدين في التصرف والصلاحيات والطاعة خشية من ان يضع فكرة التدين في قوالب صلبة يصعب كسرها مستقبلاً ..لكنها …فشلت .
من وجهة نظري ان هناك فرقا بين التدين والدين ،فالدين هو العقيدة،,التدين هو الاجتهاد الفردي في العقيدة وهو ما ليس بدين..وهو السبب في بقاء الشقاء السياسي في المجتمعات الاسلامية ..حتى ان ازالتها تحتاج الى وقت لنزعها من الذهن والفكر والنفس ،ويحتاج توضيحه الى ابحاث معمقة ومقنعة. في اجواء ديمقراطية غير متوفرة اليوم.
وهكذا وبمرور الزمن أصبح التدين المصطنع منهم هو الحكم الفردي للسلطة التي اضافت عليها الصبغة القدسية ديناً يمارس،وطقوسا تؤدى لدرجة اصبح التمسك بها ضربا من الدين،والمغالاة فيها نوعا من التقوى،والوقوف ضد السلطة حتى لو كانت باطلة ومنحرفة كُفر بما يعتقدون يجب ان يقاوم بالقوة .. فاصبحت عند المسلم قناعة لا يجوز تجاوزها ، وبذلك تم تدمير مؤسسة الحكم الشوري فأقاموا على انقاضة الحكم الفردي البديل.
تحولت كل هذه الصلاحيات للفقهاء ومنهم الى مذاهب دينية مختلفة في التوجهات والتطبيق التي كرست الفردية المطلقة والتي كشفت الستار عن جريمة التخلف الدائمة.
وهكذا استطاعوا ان يضعوا الفكر النخبوي على الرف الا بعد ان نعي نظريتهم القاتلة التي نقلت السلطة العليا من قضية ادارة دولة القانون الى قضية عقيدة ارادوا لها ان لا تُخرق ولا تناقش رغم قصر نظرها في التطبيق..حتى اصبحت وظيفة رئيس الدولة تعالج كعقيدة لا كمنهج سياسي كما في ولي الفقية والمهدي المنتظرورئاسات متحججة بشرعية انتخابات مزورة وشورى قصيرة نظر في التعيين ..من هنا حصل العزل السياسي بين القانون وبين فقهاء الدين..حتى اصبحت قدسية النص هي الضحية.
وكانت البداية ان وضعوا للاسلام اركانا من افكارهم لا من افكار القرآن الكريم حصروها بخمسة اركان هي الشهادة والصلاة والزكاة والصوم وحج البيت من استطاع اليه سبيلاً..لكنهم نسوا العمل الصالح في الدين..ووضعوا لرجل الدين الذي لم يعترف به القرآن الكريم مكانة التنفيذ حتى جسدوا الكارثة على المسلمين والمؤمنين التي اصبحت لا يمكن أزالتها من افكار المؤمنين بها خطئاً الا بمنهج دراسي جديد.
من هنا وجب علينا ان نقول اليوم: ما هو الاسلام ولمن؟ هل هو الذي نسمعه في المساجد يتردد كل يوم على ألسنة خطباء رجال السياسة والدين؟ أم هو شيء اخر لازال مجهولا لدينا ؟ من وجهة نظري اقولها نعم ،هو الذي لازال مجهولا لدينا.ينادينا فلا نستجيب خوفا من الفقهاء ورجال الدين ومن والاهم من ذوي السلطان الأكبر المتنفذين..أسلامهم هذا الذي فشل في ان ينقل لنا المبادىء الى تشريعات ويقونن الاسلام ليعطيه لاتباعه الوارثين دستورا واضحاً في التعاليم ،وليست مبادىء عامة عائمة يتلاعب بها رجل الدين.ظناً منه بانهم اهلا لوراثته بعد حين حتى حلت بهم النرجسية حين قالوا :”نحن اهل المعرفة والعرفان”،وكأن الحكم في الاسلام جاء عشائريا يتوارثونه هاشم وأمية دون التزام بقانون وتشريع..تتحكم بهم مرجعياتهم الصامتة عن باطل السلطة ووكلاءها المتنفذين مثالا في التقصير..مادامت نظرية أحشوا فمه ذهبا حاضرة في التحقيق.
ان الحقيقة التاريخية تقول لنا ،ان كل آية حدية قرآنية نزلت كانت هي بمثابة القانون الذي يجب ان لا يُخرق أمام التنزيل، والا لماذا جاء القرآن حين حددت الآيات.. حقوق الناس وصيانة دمائهم (من قتل نفساً بغير نفس ٍاوفساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً) فضربت الآية منذ بداية الدعوة.. في التطبيق.”يا لثارات ابي عبيدة فأخترق القانون”، وجاء النص ينادي ..العدل في الحقوق والواجبات نافذ المفعول: (فأذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ولو كان ذا قربى) ً،ضربت الآية ولم نسمع لها من تطبيق سوى في تراثهم الميت من تخريف.. والوفاء للقسم او اليمين (وأوفوا بعهد الله، ان العهد كان مسئولا( فحنثوا القَسمَ واليمين،والأخلاص للاوطان دون تفريط ،فلم يتردد القرآن الكريم من تنبيه الرسول (ص) في حرمة الوطن،ويحذره من التهاون فيه بعد ان تقاعس المجاهدون في موقعة مؤته والرومان يهددون المدينة،والرسول(ص) يمنحهم اختيارا غير ملزم في القتال من عدمه ،يقول القرآن الكريم :(عفا الله عنك لِمَ أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين،التوبة 43). والعفو لا يأتي الا بعد التقصير. والاستقامة في القول والعمل ( أهدنا الصراط المستقيم) أي الأستقامة في التطبيق ، ووحدة الأمة (ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون،الانبياء 93) فمعنى ذلك ان الامة ينبغي ان تكون واحدة ،ولا يجوز لاي جماعة دينية او مذهبية باطلة ان تنصرف عنها وتتصرف بها لاي سبب من الاسباب،ولهذا قال الرسول (لا تجتمع أمتي على ضلالة).،أي ان اجماع الامة وأجتماع كلمتها لابد ان يكون خيراً… آيات نقرأها ونسمعها من مؤسسة الدين ..ولكن اين التطبيق ؟.
ان المسلمين مأسورين الآن لمُسلمات معكوسة تماما عما جاء به الاسلام لهم.نقول ونحن في مطلع القرن الواحد والعشرين، لا زلنا نطرح الاسلام عقيدة وسلوكاً دون ان ندخل في العمق الفلسفي لعقيدة التشريع، حين أنطلقنا من اطروحات ومسلمات نحن صنعناها لانفسنا لا عقيدة الدين،مسلمات بحاجة ماسة الى اعادة النظر فيها كأطروحة القضاء والقدر، والحرية والالتزام، ومشكلة نظرية المعرفة ،والديمقراطية وفلسفة التاريخ وأنانية رجال الدين ومن والاهم من المنافقين ،ظلت هذه الاطروحات رغم أهميتها في التغييرالمستمر ، ظلت تقليدا عندنا لا مقومات اساسية في التغيير لمؤسسيها تغذيها اليوم مساجد الفرقة والتباعد الاجتماعي والتدمير..، فلم يضعوا اسساً قويمة لتطبيقها،كما طبقت من قبل شعوب أخرى وهي بلا دين..معنى هذا ان ايماننا بالاسلام كان وهما دون قناعة المنطق وعلم أكيد.
ان الاحساس بالمرض تطلُع ُ نحو الشفاء والتخلص منه ..فهل شعرنا نحن المسلمون بقسوة المرض والتخلص منه..؟ فاذا كانت الجبرية التي فرضت علينا تشبه الاغطية الكثيفة فوق المريض تعني الشفاء المؤقت منه لكنهم ما دروا انها تحول المرض الى مرض عضال لا امل في الرجاء منه دون تشخيص..وهذا ما نحن فيه والدين اليوم من محنة التطبيق.
مرض الفرصة النادرة المتوفرة لدينا للشفاء لكننا نحن ورثا التلقين ولم نعرف الايمان في التطبيق،ولأن من جاء بعد محمد(ص) قد ساروا بخلاف التطبيق ، حين نشأ التخاصم بينهم على الدنيا لا الدين . فوَرَثوا لنا على شاكلتهم من قادة الدين.فظل الدين ورجاله من المقربين، وكلاء الله على الناس يحميهم التقديس ،فلا قانون يحاسبهم ولا عرف يردعهم ،ولا شعب يعترضهم،ماداموا هم الممثلين لرب العالمين ،لا بل اتهم من ابتعد عن نظريتهم بالابتعاد عن الايمان بالله وملائكته ورسله ليُحاكم امامهم الان وغدا في يوم الدين. وكأنهم حكام علينا في التقييم لا شريعة الدين..وهذه مثلبة افسدت رأي الدين..
أشكاليات كثيرة تواجهنا اليوم نحن المسلمون،فلا منهج علمي يُقيدُنا، حين آثرنا العاطفة على العقل في تفسير النص الديني فوقعنا في وهم الدارسين.خذ كل كتاباتنا وبحوثنا لاتجد فيها الا الاحكام المسبقة دون دليل، ومن يعترض فله العزل ان لم يكن السيف الذي لا يرحم الراحمين حتى أعلامنا -رمزية الوطن- كتبت عليها كلمة لا آله الا الله محمدرسول الله وتحتها السيف الذي نُحرت به رقاب المفكرين ..فماذا نعني به غير القوة في التنفيذ؟ .
في حقوق المرأة كتبنا، لكن كل كتاباتنا أنصبت عليها سلبا وكأنها هي العدو اللدود لنا دون تحديد رصين.فقد ظلمناها بأسم الدين،وأكلنا حقها في الارث بأسم الدين ، وألغينا مادة الوصيه بها والمنزلة لها من رب العالمين( كتب عليكم اذا حضر أحدكم الموت ان ترك خيراً الوصية،البقرة 180).، ورجمناها بأسم الدين،ولا آية رجمٍ في الدين ،والدين من ظلمها براء،واستطيع ان اقول جازماً اننا الى الان لانعرف عن حقوق المرأة في الاسلام الا ما جاءنا من رجال الدين بعد ان وضعنا شروط زواجها في محاكم مختلفة التشريع؟،وهم أجهل منا في حقوقها في اسلام الاجمعين.حتى اصبح الدارس والباحث الاجنبي يرى ان وضعها في الاسلام لها وضعان،وضع في النص القرآني متين، وضع في فقههم الاعمى مهلهل ضعيف كالطين.
بقينا نعتقد ان التشريع ما خلق الا حينما جاء الاسلام الينا،فاهملنا كل ما جاءت به الانسانية من شرائع وقوانين .العراقيون والمصريون واليونان والرومان والهنود القدماء كلهم في نظرنا كانوا من الاميين ، وهم كانوا أهل شرائع وقوانين، وهل احد منا يجرأ على نكران شرائع وقوانين العراقيين لحمورابي 284 مادة لم تحويها دساتير المسلمين،وكانت تحت التطبيق الفعلي للمواطنين..ناهيك عن القدماء من اليونان والرومانيين،ما زالت قوانينهم تُدرس الى اليوم كمقررات اساسية في جامعات العالم المتقدم دون تحديد ،بغض النظر عن التطبيق..فأين نحن منها اليوم ؟
من هذا المنطق أين قوانين دولة الاسلام التي نتحدث بها اليوم امام العالمين،ونكذب بها على طلابنا من تخصصات التاريخ؟وهل كان في الاسلام دولة ام وَهمُ؟ فأذا كانت دولة فأين دستورها وقوانينها التي جاءت بها للتطبيق ..ولماذا اعتدت على اموال ونساء البلدان المفتوحة ظلما منهم دون قانون..كما هم داعش اليوم .زفهل اختلف المجرم ابو بكر البغدادي عن الحجاج ..,خالد أبن الوليد؟
الخطأ هو ان الاسلام ظل أسما بلا ايمان وتعريف؟ لم يتطور لصالح الانسان ولم يُبنى بقانون،فظل نصوصا بلا تطبيق ،فضمن هذا المنطق لم يتم تعريف الاسلام الى اليوم. ومالم نعترف بأفكار وطروحات الاخرين سنبقى في أماكننا نجتر الذكريات دون ان نصل الى نتيجة علمية تضعنا على الطريق الصحيح،علماً ان الاسلام أخذ من شرائع الاخرين الكثير.ألم تكن نصوص العين بالعين والسن بالسن نصوصا بابلية نقلت الى القرآن الكريم.. ولا ندري من جاء بها؟، فأذا كان القرآن يشير الى البابليين فلماذاَ نحن نحجم اليوم عن التفاعل مع الاخرين .
،أما يجب علينا نحن العرب والمسلمين ان نمتلك ميزانا مرنا نستطيع ان نتفاعل به مع الاخرين ، دون خوف و تردد ان كنا من العقائديين المتحررين؟ هل سنبقى نتبع رجال دين وفتاوى وقوانين للشريعة الاسلامية بعضها تأتي من فراغ رهيب الا لانها تمثل أحاديث دين جاءت من الناقلين المفبركين من أمثال مسلم والبخاري والمجلسي وغيرهم كثير….
ما معنى الجهاد الكفائي وجهاد فرض العين وقتل المرتدين كلها خزعبلات أوجدتها مؤسسة الدين بعد ان أستبعدت “لكم دينكم ولي دين”.. أوقاف متعددة وقوانين زواج مختلفة ووقوانين ارث متعارضة رغم وجود النص فيها مبين.. أسم بلا مسمى ولا تطبيق؟،لذا فأن كل دول الاسلام اليوم ورؤسائهم في ترف وعزكبير،وشعوبهم كما تراها اليوم في تخلف وتقهقر وفقر وظلم وجوع وتشرد مهين..على ابواب السفارات تستجدي الاخرين،وهم بلباسهم المزركش وعيشهم الرغيد واولادهم المنعمون وكأنهم قياصرة الرومان والشاه الكبير؟أهذا هو اسلام المساواة كما يريدوننا ان نُدين؟ لا لن ندين لهم بشرعية حكم الطين.
ففي المعرفة الانسانية لا نظرية عندنا واضحة أكيدة مصاغة صياغة حديثة معاصرة مستنسخة من القرآن الكريم،ولا دستور واضح مكتوب ،حتى أصبحنا الى التفكك الفكري،والتعصب المذهبي البغيض صاغرين،أوقعونا في مآزق فكري في مواجهة الفكر المعاصر والفلسفة الحديثة،فظلت مواقفنا الفكرية متشنجة ساذجة ضيقة الافق،ليس لدينا من خطٍ للدفاع الا ان نرمي الاخرين بالزندقة والهرطقة والجبرية والقدرية والكفر اللعين.. ولا شيء غير هذا الهراء ونحن والفتوحات وداعش سواءُ بسواء في التطبيق.. ،فلم يبقَ لنا الا التكفير والجنة والنار في مقصد بعيد ،وما دروا ان امماً اليوم حققت الجنة على الارض لشعوبها قبل حساب يوم الدين، كما هم الآوربيون واليابان والصين..ونحن لازلنا نعتقد ان الجنة لناد دون الاخرين، حواري وولدان مخلدون وعسل مصفى وجنس عاري ولبن وخمرة لذة للشاربين،وكأننا لم نشبع من الدنيا جنساً ولهواً فعلينا حجز الاخرة لنا ايضاً دون العالمين جنة وولدان مخلدين وقوارير؟ لكننا شطارا في قتل العلماء والمفكرين وقتل وسجن المغيبين بلا ذنب جنوه سوى انهم من مذهب اخر كافر كما يعتقد السلاطين …نفوس مريضة كأنها ما خلقت من نظام ألهي رصين . ..لا تعرف الا النطع والسيف لا قوانين الادميين. وحاشا ان يكون الاسلام منهم، وهو براء من الحاكمين المخالفين ..حتى قسمنا المجتمع الى نصفين متدين ومُلحد، مُلتحي وأجرد ، مُحجبة وحاسرة وهم كلهم في الخطأ غارقين.. فوقعنا في خطأ وخطل التقدير.والقرآن الكريم يقول لنا( لكم دينكم ولي دين).
؟ شعوب بلا دين عندهم الصدق والصراحة والحرية وحماية المقهورين قانون بلا حدود،وعندنا الكذب والافتراء وتكميم الافواه والعبودية والظلم والتفرقة وقتل المخالفين،أهذا هو أسلام المسلمين؟ كذبوا والله فما كان محمدا(ص) منهم لكنه كان من المحررين المخلصين الصادقين؟ انظر العراقيون يتقاتلون مع بعضهم،واحزاب الله تقتل العلماء والمفكرين ..والحوتيون يتقاتلون مع السعوديين ولكن على ماذا لاحد يدري الا الراسخون في علم من المنتفعين..كونوا مع قانون الله وتخلصوا من الأفاكين.
نعم غاب عنا المنهج الفكري الرصين ،غابت العدالة والمساواة والحرية والصدق الاكيد ،غابت العقيدة والايمان بها صادقين ،فلا شيء يشغلنا اليوم الا عداوة علي(ع) لعمر(رض) ،وكسر ضلع الزهراء وحرق بيتها،وكأن زوجها عليا ما كان الا جبانا لا يستطيع ان يدافع عن عرضه امام المعتدين..هذا الذي هم يسمونه رافع جدار خيبر بيده دون الأخرين تناقض مقرف ..كفاية تهريج.. ونظرية بان بياض ابطة في غدير خم في التفضيل وكأن نظرية الشورى جاءت من غير القرآن الكريم .. ،ومرجعيات دينية خانت الوطن وقبضت الثمن من المحتلين والمليارات من موارد العتبات تحول بأسمائهم والشعب غارق في الفقر والعوز..نعم هذا هو الدين والقانون الذي به يؤمنون..يريدوننا ان نبقى في الماضي كما قال الطبري وابن الاثير..وكلها من خزعبلات المؤرخين..
ليس امامنا من حل الا التغيير،الا بثورة لوثرية كالفينية تبعد عنا المتفيهقون ونخترق الفقه الاسلامي الباطل الموروث ،والفقهاء الذين شاخ علمهم اليوم،ولكن علينا اعطاء البديل لنطرح منهجا جديدا في الفقه الاسلامي المقترح الجديد،فهل سيمكنوننا من هذا المقترح لنغير القديم الى جديد ، لنبني فقهاً جديدا مغايرا تماما لفقههم الميت القديم،ولنصوغ نظرية جديدة في المعرفة والحقوق الانسانية منطلقة من الفهم الصحيح،لامن تفسير الترادف اللغوي المرفوض الذي سيبقينا من الخاطئين، و من نظرياتهم المتهرئة التي لا يعترف بها القرآن ولا يخولها حق الفتوى على الناس،ساعتها ستموت الفتوى الباطلة التي ولدت لدينا قراءة المنهج غير الصحيح.. كما ماتت عند الشعوب الاخرى ليحل محلها القانون.الا من حقنا ان نطالب اليوم نحن بتأسيس دولة القانون..وليس قرآنا يقرأ في الفواتح ونلهوا به قراءة وتجويد.
وختاما نقول ..ايها المسلمون..اصحوا على زمانكم اللعين..مادامت طبيعة نظام الامة قد تغيرت،فقد استتبع ان تغيرت كل التفاصيل..فالخليفة اصبح ملكاً.. والامة اصبحت رعية للحاكم اللعين ..والمجاهدون في سبيل الله اصبحوا مرتزقة لقتل المخلصين…والاموال اصبحت جبايات للحاكمين.
هذا يصور لنا بأختصارالاسباب الاسياسية في تدهورنا وموتنا القريب..وهو بالضبط ما حصل في دولة الراشدين والامويين والعباسيين ومن جاء من بعدهم من الحاكمين..فهل منهم نريد العودة للصحيح..مستحيل ففاقد الشيء لا يعطيه ….ابدا للقادمين.

[email protected]