18 ديسمبر، 2024 4:58 م

غاب الدنيا يتبختر فيه أسد هصور , يصول ويجول , ومنذ الأزل والحكاية في دوران متواصل , وكل ما عليها فان والأسد في أمان , فهو يتوالد ويبني عرينه ومملكته ذات المخالب والأنياب والأسنان.
وعصرنا الغابي المقنع بالإنسانية والقيم السامية , فيه أسد لا يُطاوَل , تخضع له وحوش الغاب في غرب الدنيا ومشارقها , وحالما برزت لمواجهته بعض الذئاب والفهود والأسود , إستنفر القابض على مصيرهم ودفعهم نحو مواجهة الخصوم الجدد , لإنهاكهم وتحضيرهم لصولته القاضية بفنائهم , وهو يتحين الفرص ويتدبر الأمور وفقا لما تمليه عليه إرادة الهيمنة والإستحواذ.
والمشكلة التي لم تعهدها الدنيا من قبل , أنها أصبحت تمتلك ما يقضي عليها بلمح البصر , لتطور التكنولوجيا , وتوفر الأسلحة الفتاكة ذات الأخطار الجسام.
فالأرض فيها ثمانية مليارات من البشر , ومعظمهم في الصين والهند وأمريكا وأندونيسيا والباكستان , ونايجيريا والبرازيل , وبعض هذه الدول إمتلكت الإقتدار التنافسي لمواجهة أسد الدنيا وقائدها , وهنا بدأت المأساة تنسج خيوطها.
دول لديها ما يزري بها وبما حولها , وهي في مسيرة تحدي ومواجهة ذات تداعيات لا يُعرف ما ستجلبه على الأرض , فكل دولة من الدول التي تكشر عن أنيابها , لديها ما يبيد غيرها ويحطم أهدافها , فهل ستتعلم الأسود حياة التعايش والتفاعل الصالح للأرض وما عليها؟
إن التأريخ يحدثنا بإستحالة تعايش القوى , والمتعارف عليه أنها تتصارع وتكون السيادة المطلقة للغالب فيها.
فمَنْ سيغلبُ مَن؟
وهل من السهل أن تتنازل الأسود الضارية عن عروشها السامقة؟
إن الأسود تبدو وكأنها تتفانى , أي يسعى الواحد منها لإفناء الآخر , وربما سيشمل الفناء ما حولها وما تراه ضمن مطامعها وهيمنتها , وهذا يعني أن الأرض تنتظر ما لا تحمد عقباه.
في العصور الخوالي كان القتال بالسيف , واليوم تنوعت الأسلحة وتطورت آلات الدمار والخراب , وصار عند الدول القوية أسلحة متفوقة على ما هو نووي بعشرات المرات.
فإلى أين المسير في ظلمة الدرب الطويل؟