الدين والديمقراطية لا يلتقيان , فلا يوجد دين ديمقراطي , ولا عقيدة أو مذهب او جماعة متمترسة في رؤية أو تصور.
هذه موجودات تحسب أنها تمتلك الحقيقة المطلقة , وهي الحق الذي ما بعده حق , وتمثل ربها وفارسها وقائدها المقدس , أيا كان إسمه ونوعه ومواصفاته وطبيعته , ويمكنها أن تسخر العقول لتبرير ما تقوم به مهما كان بشعا أو آثما.
ولا يمكنها تحمّل الآخر , أو وجهة النظر الأخرى , فمن لا يرى كما ترى عليه أن يُمحق لأنه عدو الرب وما يدعو إليه على لسانها.
ومن العجائب أن دولا ديمقراطية تحتل دولا أخرى , وتقيم فيها دستورا تجعل فيه الدين ركنا أساسيا من أركان الديمقراطية المزعومة , وتقسّم المجتمع وفقا للمقاسات الطائفية والعرقية , وفي دولها جميع الأعراق والأديان , وما فعلت ذلك , ولا توجد مادة في دساتيرها تشير إلى بعض ما وضعته في دستور الدول التي إحتلتها.
فماذا بعد هذا؟
هل أنها جاءت لبناء تجربة ديمقراطية , أم لتدمير البلاد والعباد بإسم الديمقراطية؟
هل وجدتم عندها ديمقراطية بلا جيش قوي , وسلطات أمنية وشرطة فائقة القوة والضبط والنظام , وقوانين صارمة لا هوادة فيها؟
هل وجدتم فيها مجاميع مسلحة تدير دولها وتأمر حكوماتها بما تريد , وتفرض أجندتها المعبرة عن إرادة الآخرين الطامعين في البلاد؟
هل وجدتم فيها أعضاء في الحكومة والبرلمان يعملون لصالح دول أجنبية ولا يسألون عما يفعلون؟
هل وجدتم فيها فساد ضارب في البلاد من أعلاها إلى أسفلها , ورايات الديمقراطية ترفرف فوق المنابر وتصدح بها الحناجر المخادعة المضللة المتاجرة بالدين؟
هل وجدتم فيها للدين سطوة وحظوة ومليشيات تفعل ما تفعل وفقا لفتاوى الجاهلين بجوهر الدين؟
إنها لعبة الديمقراطية والدين , ومثرودة البشر في قِدر الوطن الذي يغلي فوق مواقد الأنين!!
د-صادق السامرائي